ذات صلة

جمع

عون يفتح باب الدولة: نهاية جناح حزب الله المسلّح وبداية التفاوض الوطني

في تصريح أثار موجة من الجدل السياسي والإعلامي، أعلن...

مخطط دموي في عدن.. الأمن يجهض خلية اغتيالات حوثية

في تطور أمني يعكس تعقيد المشهد في جنوب اليمن،...

تمزق داخلي.. كيف حوّل نقص التمويل صراع النفوذ داخل حزب الله؟

مع تدهور الاقتصاد اللبناني بشكل كارثي، ظهرت علامات واضحة...

الخيار الأصعب.. هل يؤدي الخلاف الأميركي– الإسرائيلي إلى جمود سياسي في غزة؟

في ظل تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول...

تمزق داخلي.. كيف حوّل نقص التمويل صراع النفوذ داخل حزب الله؟

مع تدهور الاقتصاد اللبناني بشكل كارثي، ظهرت علامات واضحة على أزمة مالية خانقة، هذه الأزمة لم تبق حبيسة الأرقام والبيانات، بل تسربت إلى العمق التنظيمي لحزب الله، محولةً الصراع الخفي على النفوذ والمواقع إلى تمزق داخلي واضح، يهدد تماسك الحزب وصورته أمام بيئته الحاضنة.

الدعم الإيراني المتقلص

وقالت مصادر: إن تأثير العقوبات الأمريكية أدت لسياسة الضغوط القصوى التي تبنتها واشنطن على طهران إلى تقليل صادرات إيران النفطية وعزلها عن النظام المصرفي العالمي.

وأشارت تقارير إلى أن الدعم الإيراني للحزب انخفض في مراحل معينة بنسب كبيرة؛ ما اضطر الحزب إلى البحث عن تدابير تقشفية غير مسبوقة.

انكماش الإيرادات

وكشفت المصادر، أن حزب الله يعتمد على شبكات واسعة من الشركات الواجهة ورجال الأعمال في لبنان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا لتوليد الإيرادات وغسيل الأموال و تحوّلت العقوبات إلى أداة ضغط مزدوجة، تضرب الشبكات المالية وتزرع الخشية في أوساط رجال الأعمال الشيعة الذين قد يترددون في مواصلة التعامل مع كيانات الحزب خوفًا من الملاحقة.

كما أدى انهيار الليرة اللبنانية وقيود سحب الودائع إلى تآكل قيمة الرواتب والميزانيات المخصصة للمؤسسات الاجتماعية التابعة للحزب؛ مما أثر بشكل مباشر على الحاضنة الشعبية وأتاح نفوذ الحزب السياسي سيطرة على وزارات هامة للاستفادة من ميزانياتها الضخمة لتمويل مشاريعه، لكن الانهيار العام للبلاد قلل من فاعلية هذه السيطرة.

تمزق النفوذ

وقالت المصادر: إن نقص التمويل أحدث صدعًا داخليًا في الهيكل الذي كان يبدو متراصًا لحزب الله، محولًا الصراع التقليدي على المناصب والتأثير إلى تنافس حاد على الموارد المتاحة، أو ما يُعرف بالكعكة المتقلصة.

وأضافت: أن الحصول على موقع نفوذ مالي أو لوجستي داخل الهيكل التنظيمي للحزب أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، مما غذى صراع التيارات الداخلية و تزامن الضغط المالي مع ضربات عسكرية موجعة واغتيالات لقيادات عليا، هذا أدى إلى ظهور دعوات داخلية لكشف الحساب ومحاسبة المقصرين، فالنزاع حول من يتحمل مسؤولية الاختراقات الأمنية والتقصير في إدارة الموارد يغذي الانقسام، حيث تحاول بعض التيارات تحميل المسؤولية لتيارات أخرى لتعزيز نفوذها.

المأزق المستقبلي

وأكدت المصادر، أن الأزمة المالية التي يمر بها حزب الله، والتي هي في جزء منها انعكاس لصراع النفوذ الإقليمي هي اختبار حقيقي لتماسك الحزب وقدرته على إدارة أزماته الداخلية.

واختتمت المصادر، أن نقص التمويل تحول من مجرد تحدٍ اقتصادي إلى أداة ضغط داخلي تفضح نقاط الضعف التنظيمية وتصعد من صراع النفوذ؛ مما يضع حزب الله أمام مأزق لم يكن يتخيله في أوج قوته.