شهدت الأشهر الأخيرة انتشاراً غير مسبوق لمقاطع وصور وأخبار غير صحيحة نُسبت إلى مدينة الفاشر في إقليم دارفور، إحدى أكثر المناطق حساسية في المشهد السوداني.
وقالت مصادر إن جماعة الإخوان تسعى دومًا إلى توظيف حالة الارتباك الإعلامي لتحقيق أهداف سياسية، عبر دفع روايات تحمل رسائل تحريضية ومصالح خفية من الداخل.
أكاذيب الإخوان
وأكدت المصادر أنه منذ سقوط حكمهم في مصر عام 2013، عملت جماعة الإخوان على إعادة بناء تأثيرها الإقليمي عبر التسلل إلى ملفات حساسة في عدد من البلدان، مستغلة الفوضى والنزاعات.
ووفق المصادر، برز نشاط إعلامي مكثف لجماعة الإخوان في السودان، خصوصاً بعد اندلاع الحرب الأخيرة، حيث حاولت الجماعة تضخيم الأحداث في الفاشر وتوجيه اتهامات جاهزة لطرف بعينه، دون أدلة أو تحقيقات رسمية.
ما هي أبرز مظاهر استغلال الإخوان للأحداث بالسودان؟
وضمن أبرز مظاهر استغلال الإخوان للأحداث في السودان، وفق ما طرحته المصادر، قالت إن جماعة الإخوان قامت بإعادة تدوير فيديوهات من دول أخرى وإلصاقها بأحداث الفاشر لتأليب الرأي العام وتضخيم أرقام الضحايا والنازحين، من أجل الإيحاء بأن الوضع تجاوز قدرة الدولة والمنظمات، وبالتالي ضرورة التدخل الدولي، والترويج لرواية واحدة تتوافق مع مصالح الجماعة، وإسكات أو تخوين أي رواية مخالِفة، وتوظيف أذرعهم الإعلامية الخارجية لبث تقارير تحتوي على معلومات مزيفة بهدف توجيه القرار الدولي.
وأوضحت المصادر أن هذا النهج يجعل من التضليل الإخواني تهديدًا مباشرًا لمسار التهدئة في دارفور، لأنه يخلق صورة مشوَّهة تؤثر على التدخلات الأممية المقبلة.
كيف ستتعامل الأمم المتحدة مع موجة التضليل؟
وترى المصادر أن الأمم المتحدة ستعمل على تعزيز وجود وحدات للتحقق من الصور والمقاطع التي تُنشر عن الفاشر، بالتعاون مع وكالات تقنية وشركات إعلام دولية.
وأوضحت أنه من المتوقع عقد اتفاقات مع شركات مثل ميتا ويوتيوب وX لرصد الحملات السياسية الممنهجة المرتبطة بالفاشر، وإزالة المحتوى الذي يثبت تلاعبه بالرأي العام. وقد تستحدث الأمم المتحدة وحدة خاصة تسمى فريق الرصد الرقمي للنزاعات، تكون مهمتها متابعة كل ما يُنشر عن المحاور الساخنة مثل الفاشر، وتقديم تقارير فورية للأمين العام.
وأشارت المصادر إلى أنه مع تزايد القلق الدولي من دور جماعات مثل الإخوان، قد تتجه الأمم المتحدة لفرض عقوبات أو قيود على المنظمات الواجهة للإخوان التي تقوم بنشر روايات مزيفة تحت غطاء حقوق الإنسان.
واختتمت المصادر أن معركة الفاشر لم تعد محصورة في الجانب العسكري أو الإنساني فقط، بل انتقلت إلى الفضاء الرقمي حيث تُصنع الأكاذيب وتُدار الحملات. ومع دخول الإخوان وغيرهم على خطّ التضليل، بات على الأمم المتحدة مهمة مزدوجة: حماية المدنيين وحماية الحقيقة في الوقت نفسه.

