ذات صلة

جمع

فضيحة في لندن.. الإفراج بالخطأ عن عشرات السجناء يضع حكومة بريطانيا في مأزق

تشهد بريطانيا واحدة من أكثر الفضائح القضائية إثارة للجدل...

جدل في طرابلس.. أستاذ جامعي يختفي بعد تصريحات ضد الغرياني

في تطور خطير يعكس حجم الانفلات الأمني في المنطقة...

ورقة الجوع.. الإخوان يحيون رواية الاضطهاد داخل السجون التونسية

في مشهد يعيد إلى الأذهان أساليب قديمة استخدمتها جماعة...

بوابة زيكيم.. إسرائيل تفتح معبرًا جديدًا لغزة وسط رقابة أمنية مشددة

تحت وطأة المطالب الأميركية والضغوط الإنسانية المتزايدة، أعلنت الحكومة...

جدل في طرابلس.. أستاذ جامعي يختفي بعد تصريحات ضد الغرياني

في تطور خطير يعكس حجم الانفلات الأمني في المنطقة الغربية من ليبيا، شهدت العاصمة طرابلس جريمة اختطاف جديدة، طالت الأكاديمي الدكتور أحمد محمد النجار، أستاذ الفقه بجامعة طرابلس، في حادثة تعيد إلى الأذهان واقع الهيمنة الفكرية التي تمارسها التيارات الإسلامية المتشددة في الغرب الليبي.

وكشف نقيب الصحفيين بطرابلس والمنطقة الغربية، منصور الأحرش، عن اختفاء الدكتور النجار منذ الاثنين الماضي، بعد أن فُقد الاتصال به في أحد شوارع العاصمة.

وأشار الأحرش، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، إلى أن المعلومات الأولية ترجّح أن تكون عملية الاختطاف مرتبطة بمحاضرة ألقاها النجار مؤخرًا، تناول فيها بعض أطروحات المفتي المعزول الصادق الغرياني، واصفًا إياها بـ”الضلالات الفكرية”، وداعيًا إلى نبذ التطرف وتوحيد الصف الوطني.

وأضاف الأحرش: أن أسرة الأكاديمي المختطف لم تتلق أي معلومات عن الجهة المسؤولة عن العملية أو مكان احتجازه، مؤكدًا أن الحادثة تمثل “انتهاكًا صارخًا لحرية الفكر والرأي”، وتعكس واقعًا خطيرًا يعيشه المفكرون والمثقفون تحت سطوة المليشيات المسيطرة على طرابلس.

“إسكات الأصوات المعتدلة”

أثارت الحادثة موجة واسعة من الاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر ناشطون عن مخاوفهم من أن تكون الجريمة جزءًا من حملة منظمة لإسكات الأصوات المعتدلة، التي تنتقد الفكر المتشدد والدور المتنامي للجماعات الدينية المتطرفة في توجيه القرار داخل مؤسسات الدولة.

كما أشار مراقبون إلى أن الواقعة تعيد للأذهان سلسلة من عمليات الخطف والاعتقال التي استهدفت إعلاميين وأكاديميين في الأعوام الأخيرة، بسبب آرائهم المخالفة لنهج المفتي المعزول وأنصاره، الذين يفرضون نفوذهم على المشهد العام في العاصمة بقوة السلاح والفتاوى المتطرفة.

فتاوى التحريض والإرهاب

يُعد الصادق الغرياني أحد أبرز الوجوه التي ارتبط اسمها بالتطرف والإرهاب في ليبيا، إذ تحول من منصب الإفتاء إلى منصة للتحريض ونشر الفوضى، فمنذ إقالته رسميًا من منصبه كمفتي للديار الليبية عام 2014 بقرار من مجلس النواب، لم يتوقف الغرياني عن إصدار فتاوى تحض على القتال وتدعم الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة ضد الجيش الوطني الليبي ومؤسسات الدولة الشرعية.

وقد أكسبه ذلك في الأوساط الليبية والعربية لقب “مفتي الخراب”، بالنظر إلى دوره البارز في تأجيج الصراعات الداخلية وتغذية الانقسام الوطني، من خلال فتاوى دموية شرّعت الاقتتال ووفرت غطاءً دينيًا للممارسات الإجرامية التي تنفذها المجموعات المتشددة في غرب البلاد.

ورغم صدور قرار عزله منذ أكثر من عقد، ما يزال الغرياني يمارس نشاطه من خلال ما يُعرف بـ”دار الإفتاء في طرابلس”، التي تحولت إلى منبر للتحريض والدعوة إلى العنف، مستندًا إلى حماية مليشيات إرهابية توفر له الأمن والدعم مقابل غطاء ديني يبرر تجاوزاتها وجرائمها ضد المدنيين.

ويعكس استمرار نشاط الغرياني تغلغل الفكر الإرهابي في بعض مؤسسات المنطقة الغربية، وتداخل الدين بالسياسة والسلاح في مشهد يهدد بصورة مباشرة مسار الدولة المدنية ويمثل خطرًا على وحدة ليبيا وأمنها القومي.

في هذا السياق، تمثل حادثة اختطاف الدكتور أحمد النجار حلقة جديدة من حلقات الإرهاب الفكري الذي يرعاه الغرياني وأنصاره ضد الأصوات المعتدلة والعقول المستنيرة. وهي جريمة تؤكد ضرورة تحرك السلطات الليبية والمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة الداعمين للإرهاب، وحماية حرية الفكر والرأي من بطش التطرف المسلح الذي يخنق طرابلس تحت شعارات دينية زائفة.