ذات صلة

جمع

الإخوان في بريطانيا بين التمدد الأيديولوجي وغياب الرد الرسمي

رغم مرور أكثر من عقدين على تصاعد موجات التطرف...

في قبضة المخابرات الروسية.. إفشال خطة سرية لاختطاف “ميغ-31” وتوريط موسكو مع الناتو

أعلنت الأجهزة الأمنية الروسية، الثلاثاء، إحباط واحدة من أكثر...

محاور التحديات.. ملامح الخريطة الانتخابية بالعراق ومؤشرات الصراع بين الكتل الكبرى

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، تزداد...

المصالح الأمنية أم الإنسانية.. الدوافع الخفية وراء تغيير واشنطن لسياستها تجاه دمشق

أعلنت واشنطن تغييرًا تدريجيًا في سياستها تجاه دمشق، بعد...

الأرض العميقة.. هل أصبحت منشآت إيران فوق طاقة التدمير العسكري؟

تشير التطورات الأخيرة إلى أن طهران قد انتقلت بقدراتها...

الأرض العميقة.. هل أصبحت منشآت إيران فوق طاقة التدمير العسكري؟

تشير التطورات الأخيرة إلى أن طهران قد انتقلت بقدراتها إلى مستوى جديد من التحصين الاستراتيجي، والذي يجعل العمل العسكري المباشر أكثر تعقيدًا وأعلى كلفة من أي وقت مضى.
فقد تحولت إيران خلال السنوات الماضية إلى نموذج للدفاع تحت الأرض، عبر إنشاء منشآت نووية وصاروخية في عمق الجبال، مما جعل كثيرين يتحدثون عن “الأرض العميقة” كجبهة جديدة من الحرب الباردة في الشرق الأوسط.

استراتيجية إيران الجديدة

وقالت مصادر إنّه منذ الهجمات الإلكترونية والعمليات السرّية التي استهدفت منشأتي نطنز وفوردو، أدركت إيران أن البرنامج النووي لا يمكن أن يستمر ما لم يُحصَّن ضد الضربات الجوية والصواريخ الدقيقة. ولهذا نقلت جزءًا كبيرًا من أنشطتها إلى مواقع جبلية مغلقة، أبرزها المشروع الذي يُعرف اليوم باسم “جبل الفأس” قرب مدينة نطنز، والذي يُعتقد أنه بُني على عمق يتجاوز 100 متر تحت الصخور الصلبة.

وترى المصادر أن هذا التحول الاستراتيجي جعل من المستحيل تقريبًا على القنابل الخارقة للتحصينات، مثل GBU-57 الأميركية، تدمير تلك المنشآت بالكامل.

وأوضحت أن مفهوم “الأرض العميقة” الإيراني يعتمد على مبدأ الردع غير التقليدي، أي أن المنشآت المدفونة بعمق تُشكّل نوعًا من الحماية السياسية والعسكرية في آنٍ واحد، فكلما زادت صعوبة استهدافها ارتفعت كلفة أي مغامرة عسكرية ضد طهران، سواء من حيث الخسائر أو الردود الانتقامية.

محدودية قوة أمريكا وإسرائيل

وأكدت المصادر أنه رغم التصريحات النارية من واشنطن وتل أبيب، فإن التقديرات العسكرية الواقعية تشير إلى أن القدرة على تدمير المنشآت الإيرانية باتت محدودة جدًا، فالقنابل الخارقة للتحصينات تحتاج إلى طائرات شبحية من طراز B-2 أو F-35 لتنفيذ ضربات دقيقة، لكن حتى هذه الطائرات لا تضمن اختراق الجبال الصلبة التي تحمي بعض المنشآت.

وترى أن أي عملية عسكرية ناجحة ضد مواقع مثل جبل الفأس أو فوردو تتطلب حملة جوية متعددة المراحل تستمر أسابيع، تشمل اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية وضرب مئات الأهداف الثانوية، لكن مثل هذه الحملة قد تشعل حربًا إقليمية مفتوحة، خاصة مع وجود ترسانة صاروخية إيرانية قادرة على ضرب إسرائيل ودول الخليج.

الانقسام والاتفاق في طهران

ووفق المصادر، ففي طهران يتواصل الجدل بين تيارين: تيار براغماتي يدعو إلى التهدئة والتفاهم مع واشنطن لتخفيف العقوبات، معتبرًا أن الاقتصاد المنهك لا يحتمل حربًا طويلة، وتيار متشدد يرى أن القوة العسكرية والتحصينات العميقة هي الضمانة الوحيدة لبقاء النظام، وأن أي تنازل في الملف النووي يعني خضوعًا للهيمنة الأميركية.
لكن كلا التيارين يتفقان على نقطة واحدة، هي أن التهديد الإسرائيلي لن يتوقف، وأن البلاد تحتاج إلى أقصى درجات التحصين المادي والسياسي.

ومن هنا، تواصل إيران العمل في مشاريعها الجبلية السرية، رغم اعتراضات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لم تحصل على إذن بزيارة عدد من المواقع منذ أكثر من عام.

السيناريوهات المقبلة

وضمن السيناريوهات، أكدت المصادر أنه ربما تُجدَّد الضربات الإسرائيلية بدعم أميركي، ما يؤدي إلى حرب إقليمية مفتوحة تشمل لبنان والعراق والخليج، وتستخدم فيها إيران منشآتها الجبلية كقواعد دفاع وهجوم.

والسيناريو الثاني، وفق ما طرحته المصادر، هو قبول طهران بعودة مشروطة للاتفاق النووي، مقابل رفع جزئي للعقوبات وتجميد بعض الأنشطة الحساسة، مع بقاء المنشآت الجبلية خارج نطاق التفتيش المباشر، أو استمرار الجمود الحالي، حيث تعتمد كل الأطراف على الردع المتبادل دون حرب مباشرة، مع بقاء احتمالات الانفجار قائمة في أي لحظة.