في تصريح صادم حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من احتمال إخلاء العاصمة طهران بالكامل خلال شهر واحد إذا لم تُحل أزمة المياه التي تهدد حياة ملايين السكان.
تصريح بزشكيان غير المسبوق الذي جاء في اجتماع طارئ للحكومة، يعكس عمق التدهور في موارد المياه الجوفية وتراجع المخزون الإستراتيجي إلى مستويات حرجة تهدد الأمن القومي الإيراني برمّته.
طهران على شفا العطش
وكشفت مصادر، أن الآبار جفّت، والخزانات الكبرى مثل سد لتيان وسد كرج تراجعت إلى أقل من 15% من طاقتها، بينما يتزايد الطلب على المياه بسبب موجات الحر والجفاف الطويلة التي تضرب إيران منذ سنوات.
ووفق تقارير هيئة الأرصاد الإيرانية، انخفض معدل الأمطار خلال العامين الأخيرين بأكثر من 45% عن المتوسط السنوي، فيما شهدت درجات الحرارة ارتفاعًا قياسيًا تجاوز 50 درجة مئوية في بعض المناطق.
ما هي أسباب تفاقم الأزمة؟
وأوضحت المصادر، أنه على الرغم من أن المناخ الجاف لطهران معروف منذ عقود، إلا أن جذور الأزمة الحالية تعود إلى سياسات التنمية غير المستدامة التي اتبعتها الحكومات السابقة.
وأكدت المصادر، أن قطاع المياه الإيراني يعاني من تهالك البنية التحتية وتسرب أكثر من 30% من المياه المنقولة قبل وصولها إلى المستهلك، وهي نسبة كارثية تكشف حجم الإهمال الإداري والتقني الذي راكم الأزمة عبر السنين.
ما هي أبرز التداعيات المحتملة؟
وترى المصادر، أنه إذا فشلت الحكومة في السيطرة على الأزمة خلال الأسابيع القادمة، فإن السيناريوهات المحتملة ستكون كارثية، ومنها إخلاء طهران ولو جزئيًا، والذي يعني تعطّل المؤسسات الحكومية، وتوقف الخدمات الأساسية، وانهيار قطاع الصناعة الذي يعتمد على العاصمة كمركز رئيسي.
وأضافت المصادر، أن النزوح الجماعي للسكان نحو المحافظات الشمالية والغربية سيخلق أزمة إنسانية وأمنية جديدة، خصوصًا في ظل محدودية قدرات الدولة على تأمين السكن والمياه البديلة لملايين المواطنين.
ما هي فرص الحل؟
وقالت المصادر: إن من أبرز الحلول التي تدرسها حكومة بزشكيان نقل مياه البحر من خليج عمان إلى طهران عبر خطوط أنابيب والتي تمتد مئات الكيلومترات، وفرض قيود على زراعة المحاصيل المستنزفة للمياه، وتشجيع الزراعة الذكية بالتقنيات الحديثة واستبدال الأنابيب القديمة للحد من التسرب، وتوسيع محطات إعادة التدوير والاستخدام الصناعي للمياه الرمادية وإطلاق حملات توعية لخفض الاستهلاك، وربط الدعم الحكومي بمعدلات الاستخدام المنزلي.
التحدي الأكبر
وأكدت، أن التحدي الأكبر يظل الزمن، فالرئيس نفسه أكد أن أمام حكومته أقل من شهر لتجنب الكارثة، وهو إطار زمني قصير جدًا لمشكلة تراكمت على مدى عقود.
واختتمت المصادر، أن فشل بزشكيان في احتواء الأزمة سيقوض شرعيته داخليًا ويضعه في مواجهة مباشرة مع الشارع الإيراني الغاضب، فيما سيستغل خصومه المحافظون الموقف لتقويض حكومته مبكرًا.

