بين دعم الإرهاب ونشر العنف والتطرف والاستغلال وتبادل المنفعة وترويع المواطنين، تعتمد العلاقات التركية القطرية على تلك الأسس العديدة التي تبتعد عن الإنسانية والسلام، والتي تعتبر واحدة من العلاقات المثيرة للجدل بمنطقة الشرق الأوسط، لذلك فإن مستقبلها في 2021 تحيط به عدة تساؤلات.
يحمل العام الجديد، احتمالات عديدة نحو المصالحة العربية مع قطر بعد تدخل أميركا مع الكويت في خط الوساطة، قبل انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب، حيث إنه خلال مطلع ديسمبر الماضي، أصدرت الكويت بيانا حول جهود المصالحة الخليجية التي تتم برعاية الكويت والولايات المتحدة الأميركية.
المصالحة العربية مع قطر، كان من بين شروطها تقليص العلاقات مع تركيا، نظرا للعلاقات الإرهابية والإخوانية التي تجمع البلدين، ومن ثَم في حال تحقيق المصالحة تعتبر العلاقات بين البلدين محط تساؤل بالغ، خاصة لبيانها المسموم مسبقا بعد الاتجاه للمباحثات، حيث زعمت في بيان لوزارة الخارجية التركية، أنها تبدي ترحيبها بإعلان الكويت حول الأزمة الخليجية، مدعية “عن بالغ امتنانها جراء التطورات الإيجابية التي شهدتها الأيام الأخيرة في سبيل حل الأزمة الخليجية”، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية.
وقالت وزارة الخارجية التركية بالجهود الكويتية لحل الأزمة الخليجية والخلاف مع قطر: إنه بعد مقاطعة دامت نحو 3 سنوات، في إطار تحقيق المصالحة ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، زاعمة: “نحن سعداء بالتطورات الإيجابية الأخيرة فيما يتعلق بحل النزاع المستمر في منطقة الخليج منذ يونيو 2017، ونقدر الجهود المخلصة للقيادة الكويتية التي أجرت اتصالات ومحاولات مكثفة لحل النزاع حتى الآن، نتمنى حل الخلاف من خلال الحوار، غير المشروط، في أسرع وقت ممكن، وإنهاء الحصار والعقوبات التي تعرضت لها قطر دون مزيد من التأخير”.
صحيفة “ميدل إيست أي”، حملت رؤية بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، حيث أكدت أنه لا يوجد أي تقييم منطقي للعلاقات الاقتصادية بين قطر وتركيا، معتبرة أن ميزان التكافؤ يتحطم أمام صفقات الاستثمار القطرية في تركيا لمجموعة من القطاعات التركية، بسبب توظيف المال في مصالح اتخذت طابعا بعيدا عن المصلحة العامة لشعبي البلدين، باستغلال أردوغان لثروات قطر.
وأضافت الصحيفة اللندنية: أن الاتفاقيات الاقتصادية بين قطر وتركيا منحت قطر حق الاستثمار في تركيا بتوسع كبير؛ إذ تعدى حجم رأس المال القطري الذي تم استثماره داخل تركيا الـ22 مليار دولار، وتعهد قطر بـ18 ملياراً منها خلال زيارة أنقرة في 15 أغسطس 2018 لإنقاذ الليرة.
كما أوردت صحيفة “Cyprus Mail” أن العلاقات بين البلدين من المحتمل أن تتفاقم العام المقبل بسبب زيادة الضغط التركي على الاقتصاد القطري الذي يتأثر بشدة به، خاصة بعد توقيع اتفاقية توسيع الاستثمار القطري في ميناء أنطاليا التركي، التي تنص على شراء أسهم شركة ميناء أنطاليا الشرق الأوسط، بحيث يكون للدوحة حق الانتفاع في استخدام الميناء وأنشطته كافة، وكذلك الاستثمار في الأراضي التابعة لها بقيمة 140 مليون دولار، واتفاقية لتأسيس لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة بين البلدين، واتفاقية أخرى للترويج المشترك للأنشطة التجارية بين تركيا وقطر، واتفاقية أخرى لتعزيز التعاون في معالجة أزمات المياه، تستحوذ بموجبها قطر على الأراضي المحيطة بمشروع قناة إسطنبول التي تعاني جفافا غير مسبوق.
وفيما يخص التواجد العسكري، قال موقع “نيو ديريك” السويدي، إنه من الصعب خروج تركيا من قطر، حيث تعتمد الدوحة حاليا على الجيش التركي في حماية البلاد وخاصة الأمير تميم وتتجه لإنشاء قاعدة لها بها، وفي الوقت نفسه اتخذت أنقرة منها موطئ قدم في الخليج، رسمها أردوغان في زيارته المتكررة للدوحة.
وأكد الموقع السويدي أن تعزيز العلاقات التركية القطرية قد أسهم في تعميق الأزمة القطرية، كما أدى التواجد العسكري التركي في قطر إلى زيادة التوتر في منطقة الخليج على عكس ادعاءات الرئيس التركي، خاصة بعد الاتفاقية التي وقعها في ديسمبر 2014 تتعلق بالتعاون العسكري والصناعات الدفاعية، وتشمل إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، ونشر قوات تركية على الأراضي القطرية.
بينما أكد موقع “سبوتنيك” الروسي أنه من المستبعد أن تضحي قطر بعلاقتها مع تركيا، حيث إنه ربما يخفضون العلاقات أو يبردونها وهذا ممكن، فضلا عن عدم وجود احتمالات بشأن خروج القاعدة التركية في قطر، وهو ما يعني أن تلك العلاقات الإرهابية ستظل مستمرة لتؤرق المنطقة والشعبين القطري والتركي.