أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنه اضطر للضغط قليلاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وهو تصريح أحدث زلزالاً سياسيًا داخل تل أبيب.
ضغوط علنية
ففي حديثه لبرنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS الأميركية، قال ترامب بوضوح: لم تعجبني بعض الأمور التي قام بها نتنياهو، وقد رأيتم ما فعلته حيال ذلك .
وقالت مصادر :إن هذه العبارة فتحت الباب لتساؤلات حول حدود العلاقة بين الرجلين، اللذين جمعتهما علاقة تحالف قوية خلال الولاية السابقة لترامب، إذ دعم الأخير سياسات تل أبيب بلا حدود، بدءًا من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، مرورًا بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، لكن اليوم، ومع تصاعد الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بدا أن ترامب يحاول لعب دور الوسيط المتوازن، إذ أكد أن وقف إطلاق النار الحالي متين وليس هشاً، رغم التحديات الخطيرة التي واجهته، في إشارة إلى محاولات تثبيت التهدئة بعد شهور من الحرب المدمّرة.
ما هي دلالات تصريحات ترامب؟
وكشفت المصادر، أن توقيت تصريحات ترامب لم يكن عابرًا، فقد جاءت بالتزامن مع إعلان البيت الأبيض استعادة جثامين رهائن إسرائيليين من غزة، بينهم الأميركي الإسرائيلي عمر نيوترا، ما أعطى الانطباع بأن واشنطن تمارس ضغوطًا ميدانية وسياسية متزامنة على حماس وتل أبيب لتحقيق اختراق ملموس في ملف الأسرى.
ورأت المصادر، أن الرئيس الأمريكي يحاول إعادة تشكيل صورته الدولية كزعيم قادر على صناعة الصفقات، مستعيدًا بذلك شعار حملته الشهير فن الصفقة.
كيف يحاول ترامب لعب دور الوسيط؟
وأشارت المصادر، أن ترامب يحاول اليوم استعادة موقعه كصانع سلام بعد سنوات من الانحياز، مستفيداً من حالة الفوضى التي يعيشها الشرق الأوسط، ومن الانقسام داخل المؤسسة الإسرائيلية نفسها، لكن هذا الطموح يواجه تحديات كبيرة، إذ إن أي تحرك أميركي حقيقي نحو السلام يتطلب ضغطًا على الحكومة الإسرائيلية لوقف العمليات العسكرية في غزة ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وهي ملفات لا يبدو أن نتنياهو مستعد للتراجع فيها، مهما كانت الضغوط.
توازن هش
وأوضحت المصادر، أن ترامب يحاول السير على خيط رفيع بين انتقاد نتنياهو والوقوف إلى جانبه، وبين خطاب دعم إسرائيل المطلق وبين إظهار مرونة دبلوماسية تتيح له الترويج لنفسه كزعيم متوازن، لكن هذا التوازن يبدو هشًا.
وقالت المصادر: إن تصريحات ترامب الأخيرة لم تكن مجرد تعليق عابر، بل زلزال سياسي سيترك أثره العميق على العلاقة الأميركية– الإسرائيلية وعلى مستقبل التهدئة في غزة.

                                    