ذات صلة

جمع

تصعيد جديد على الحدود.. الرئيس اللبناني يأمر الجيش بالتصدي لأي توغّل إسرائيلي

في تطورٍ يعيد التوتر إلى الواجهة على الجبهة الجنوبية،...

لقاء المفترق.. ترامب وشي يرسمان ملامح النظام العالمي الجديد

في مشهد يعيد تشكيل موازين القوة الدولية، عقد الرئيس...

خطر الانهيار.. كيف يلقي ملف الرفات بظلاله على مفاوضات الصفقات الأكبر حول غزة؟

برز ملف الرفات والأجساد المحتجَزة في قطاع غزة كأحد...

فشل الوُكلاء.. كيف تزيد مغامرات ميليشيات الحوثي من عزلة طهران؟

قالت مصادر: إنه في ظل تقاعد بعض جبهات الصراع...

لقاء المفترق.. ترامب وشي يرسمان ملامح النظام العالمي الجديد

في مشهد يعيد تشكيل موازين القوة الدولية، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ لقاءً وصفه مراقبون بـ”التاريخي” في قاعدة جيمهاي الجوية بمدينة بوسان الكورية الجنوبية.

اللقاء، الذي جاء ضمن جولة آسيوية للرئيس الأمريكي، لم يكن مجرد محطة بروتوكولية، بل مفترق طرق في علاقة واشنطن وبكين، وسط عالم تتبدل فيه ملامح السيطرة والتحالفات.

تأتي الزيارة في وقت بالغ الحساسية، حيث يشهد العالم سباقاً متسارعاً بين القوى الكبرى على النفوذ والهيمنة الاقتصادية والعسكرية. وزاد من سخونة المشهد إعلان ترامب، قبل ساعات من اللقاء، أنه وجّه وزارة الدفاع الأمريكية لبدء اختبارات نووية جديدة “على أساس المساواة” مع روسيا والصين، ما أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة ورفع منسوب القلق في العواصم الكبرى.

لغة الدبلوماسية وسط تصاعد التوتر

ورغم الأجواء المشحونة، تبادل الزعيمان إشادات متبادلة أمام عدسات الكاميرات، في مشهد يعكس رغبة مشتركة في تهدئة التوتر.

وصف ترامب نظيره الصيني بأنه “قائد عظيم وصديق منذ زمن طويل”، مؤكداً سعيه إلى “بناء علاقة اقتصادية أكثر توازناً وعدلاً” بين واشنطن وبكين.
أما شي، فاختار خطاباً هادئاً، مشدداً على أن “الخلافات بين البلدين طبيعية ويمكن إدارتها بالحوار”، وداعياً إلى توجيه العلاقات الثنائية نحو المسار الصحيح بما يخدم الاستقرار العالمي.

لكن خلف هذه العبارات الدبلوماسية، ظلّ التنافس الاستراتيجي بين العملاقين حاضراً بقوة، لا سيما في الملفات المتعلقة بالتجارة والطاقة والتكنولوجيا، وهي المحاور التي شكّلت جوهر النقاشات المغلقة في بوسان.

ملفات ساخنة على الطاولة

الاجتماع، الذي جرى بعيداً عن وسائل الإعلام وتحت إجراءات أمنية مشددة، ركّز على وضع إطار جديد للتعاون الاقتصادي يشمل تقليص القيود الجمركية وتعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة.

كما تطرّق الجانبان إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي وسلاسل الإمداد العالمية، وتأثيرها على الأمنين القومي والاقتصادي للطرفين.

وتشير التقديرات إلى أن ترامب يسعى من خلال هذا اللقاء إلى إعادة صياغة النظام التجاري الدولي بما يمنح الولايات المتحدة أفضلية تنافسية، في حين تحاول الصين الحفاظ على موقعها كقوة صاعدة دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة.

نظام عالمي جديد قيد التشكّل

يرى محللون أن هذا اللقاء لا يُعدّ مجرد خطوة دبلوماسية، بل يمثل بداية فصل جديد في سباق النفوذ بين واشنطن وبكين.
فالعالم، كما يبدو، يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب، تلعب فيه الصين دوراً متنامياً مقابل تراجع نسبي للهيمنة الأمريكية التقليدية.

وبينما يسعى ترامب إلى إظهار بلاده في موقع القيادة من جديد، يدرك شي أن مستقبل الصين كقوة اقتصادية أولى يمر عبر إدارة ذكية للصدام مع واشنطن، لا عبر تأجيجه.