ذات صلة

جمع

إيران تعيد تموضعها.. سباق نووي وصراع نفوذ في الشرق الأوسط

تقف إيران اليوم في نقطة تحول دقيقة، فطهران لم...

تصعيد النزاع.. كيف يهدد مشروع الضم الإسرائيلي اتفاق وقف النار ويعيد التوتر لغزة؟

يثير مشروع الضم الإسرائيلي للضفة الغربية مخاوف جدية بشأن...

وسط الخلاف بين واشنطن وبكين.. ما مصير الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

نتيجة الخلافات المستمرة بين واشنطن وبكين يزداد التعقيد السياسي...

أسلحة إيرانية في السودان.. دلائل تمدد خطير يهدد البلاد

كشفت صور حديثة من مصادر مفتوحة عن وجود طائرات...

إيران تعيد تموضعها.. سباق نووي وصراع نفوذ في الشرق الأوسط

تقف إيران اليوم في نقطة تحول دقيقة، فطهران لم تعد في موقع الدفاع كما كانت قبل سنوات، بل اختارت أن تعيد تموضعها كلاعب إقليمي رئيسي يسعى لإعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، مستندة إلى معادلة جديدة عنوانها “النووي أولاً، والنفوذ الإقليمي ثانيًا”.

الرفض الإيراني المتكرر للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية دون ضمانات أميركية حقيقية، لم يعد مجرد موقف دبلوماسي متصلب، بل خطوة محسوبة في لعبة زمن طويلة، تدرك فيها طهران أن الوقت قد يكون حليفها الأقوى.

النووي كورقة ضغط

تعتمد إيران اليوم استراتيجية تقوم على الحفاظ على برنامجها النووي كورقة ضغط أساسية، فبينما تسعى واشنطن إلى احتواء الملف عبر العقوبات والردع، تعمل طهران على تطوير قدرتها التقنية بشكل هادئ، متجنبة تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تفتح الباب أمام مواجهة عسكرية مباشرة.

وفي المقابل، تستخدم إيران خطاب “الاستعداد المشروط” للمفاوضات، كإشارة مزدوجة للغرب، فهي لا ترفض الحوار، لكنها لن تقدم تنازلات مجانية، وبهذا الأسلوب، تضمن بقاءها في قلب المشهد الدولي دون أن تفقد زمام المبادرة.

صراع النفوذ في الإقليم

على الأرض، تسعى طهران لتوسيع نفوذها الإقليمي عبر شبكة تحالفات تمتد من العراق وسوريا إلى اليمن ولبنان، فكل ساحة تشكل بالنسبة لها ورقة تفاوض محتملة في الصراع الأكبر مع الغرب.

ومع انتهاء جولات الحرب في غزة وتبدل المعادلات في سوريا ولبنان، تجد إيران نفسها أمام فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، وتثبيت موقعها كقوة قادرة على التأثير في موازين الردع الإقليمي.

هذا التمدد لا يقتصر على البعد العسكري فحسب، بل يمتد إلى الملفات السياسية والاقتصادية، في وقتٍ تحاول فيه طهران استثمار التقارب مع بعض العواصم الخليجية لاستعادة جزء من مكانتها الدبلوماسية.

لعبة الوقت والمناورة

الوقت أصبح أحد أسلحة إيران الأكثر فعالية، فكل يوم يمر دون اتفاق نووي، يعني تراكم خبرة تقنية إضافية، وتكيّفًا أكبر مع العقوبات المفروضة، في المقابل، تواصل واشنطن اختبار مدى قدرة طهران على الصمود، في معادلة أشبه بسباقٍ صامتٍ نحو لحظة الحسم.

هذه “اللعبة الطويلة” تبقي المنطقة في حالة توتر دائمة، إذ يدرك الطرفان أن أي خطوة غير محسوبة قد تشعل مواجهة شاملة تتجاوز حدود الملف النووي، لتصل إلى ساحات النفوذ المنتشرة في الشرق الأوسط.

توازنات جديدة في الشرق الأوسط

في موازاة التصعيد، تسعى إيران إلى تثبيت حضورها عبر ما تسميه “دبلوماسية الجوار”، مستفيدة من موقعها الجغرافي المحوري وصلاتها الممتدة مع 15 دولة، فبدلاً من المواجهة المباشرة، تحاول طهران استخدام العلاقات الاقتصادية والسياسية كأدوات ناعمة لتعزيز مكانتها.

ومع انفتاحها النسبي على دول الخليج، خصوصًا بعد المصالحة مع السعودية، بدأت طهران مرحلة جديدة من اختبار التوازن بين المواجهة والانفتاح. لكنها تدرك أن أي خلل في معادلة غزة أو لبنان قد يبدد هذا الجهد، ويعيدها إلى مربع التصعيد.