كشفت صور حديثة من مصادر مفتوحة عن وجود طائرات مسيرة إيرانية من طراز “مهاجر-6″، داخل الأراضي السودانية، تابعة لوحدات من الجيش السوداني، في وقت أظهرت فيه صور أخرى صواريخ موجهة مضادة للدروع من طراز “دهلاوي” الإيرانية الصنع قيد الاستخدام الميداني.
والتحقق التقني من الصور أكد أنها أصلية وغير معدلة رقميًا، وأن النماذج الظاهرة تتطابق من حيث التصميم والهيكل والأنظمة الملاحية مع النسخ الإيرانية المعروفة، ما يدعم فرضية توريد طهران لهذه المنظومات واستخدامها الفعلي في النزاع السوداني المتصاعد.
انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن
يشكل إدخال منظومات هجومية متقدمة من هذا النوع إلى السودان خرقًا مباشرًا لقرارات مجلس الأمن التي تحظر على إيران تصدير الأسلحة إلى الخارج.
ويحذر خبراء عسكريون من أن وجود طائرات “مهاجر-6” وصواريخ “دهلاوي” في ساحة الصراع قد يؤدي إلى تغيير موازين القوة، ويمنح أطرافًا في النزاع قدرات غير متكافئة تستغل في قصف مناطق مأهولة بالمدنيين، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وقد سجلت منظمات حقوقية سقوط ضحايا مدنيين وتدمير منشآت حيوية نتيجة لاستخدام هذه الأسلحة في العمليات الأخيرة داخل العاصمة ومحيطها.
توثيق دولي واهتمام إعلامي متزايد
وكانت قد أفادت وكالة “بلومبرغ” نقلاً عن مسؤولين غربيين، أن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات من نوع “مهاجر-6” مؤهلة لمهام الاستطلاع والهجوم الدقيق.
وأظهرت صور أقمار صناعية حديثة تموضع الطائرات في قاعدة وادي سيدنا شمال أم درمان، ما أكد صحة التقارير الاستخباراتية حول استمرار الإمدادات الإيرانية حتى عام 2025.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن محللين، أن هذه الطائرات المسيرة، المزودة بذخائر موجهة عالية الدقة، تمثل تحولاً خطيرًا في طبيعة الدعم الإيراني، بعد أن كان يقتصر سابقًا على التدريب وتوفير الذخائر التقليدية.
الأبعاد الإقليمية للوجود الإيراني
يرى مراقبون، أن دخول الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية إلى السودان يعيد رسم خريطة النفوذ العسكري في شرق إفريقيا.
فطهران التي تدعم ميليشيات متعددة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، تسعى عبر هذا التمدد الجديد إلى فتح بوابة استراتيجية على البحر الأحمر تتيح لها نقل السلاح وتهريبه إلى وكلائها في المنطقة.
كما أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق مع النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر خلال قمة عدم الانحياز في أوغندا، جاء ليعزز التكهنات بوجود تنسيق سياسي وعسكري متنامٍ بين البلدين.
خطر التمدد الإيراني في إفريقيا
يشير محللون إلى أن نشر التكنولوجيا العسكرية الإيرانية في السودان يشكل امتدادًا لسياسة طهران في تصدير أزماتها إلى الخارج، ويهدد بتحويل السودان إلى ساحة صراع بالوكالة.
كما أن هذا التوريد يهدد أمن البحر الأحمر والممرات التجارية الحيوية، ويمنح إيران منصة جديدة لتوسيع نفوذها في القارة الإفريقية.
ويحذر خبراء من أن السيناريو السوداني قد يسير على خطى اليمن والعراق ولبنان، حيث أدى التغلغل الإيراني إلى تفكك مؤسسات الدولة واحتدام النزاعات الداخلية.