مع تصاعد التحركات الأمنية والسياسية لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي في أوروبا، وبعدما أثارت اكتشافات جديدة في النمسا حول وجود جاسوس يعمل لصالح جماعة الإخوان بات السؤال حول ما مدى تأثير التطرف السياسي على الأمن القومي الأوروبي؟
وقالت المتحدثة باسم حزب الحرية النمساوي والنائبة البرلمانية، ريكاردا بيرغر: إن استمرار الهجرة الجماعية غير المنظمة ساهم في نمو المجتمعات الموازية التي يسيطر فيها الإسلام السياسي، وهو ما يهدد القيم الأوروبية ويزيد من خطورة التطرف على الأمن القومي.
ما هي قضية الجاسوس؟
حيث تم كشف أن أحد موظفي مديرية أمن الدولة والاستخبارات النمساوية نقل معلومات حساسة عن تحقيقات جارية إلى جماعة الإخوان، وقد اعتقلته السلطات النمساوية مؤقتًا، وخضع للتحقيق حيث اعترف بتهمته، فيما امتد النقاش ليشمل أروقة البرلمان النمساوي.
وبحسب التقارير، طالب حزب الحرية بإجراء تحقيق شامل لمعرفة ما إذا كان الجاسوس قد أعاق جهود إحباط هجمات إرهابية أو كان على صلة بحركة حماس أو جماعات إرهابية أخرى.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة تحركات بدأتها النمسا منذ عام 2019 لمكافحة رموز تنظيمات الإسلام السياسي، بما يشمل جماعة الإخوان وحزب الله.
ما هو تأثير التطرف السياسي على الأمن القومي الأوروبي؟
وقالت مصادر: إن التطرف السياسي يشكل خطرًا متعدد الأبعاد على الأمن القومي، ويشمل هذا الخطر قدرة الجماعات المتطرفة على زرع عملاء داخل أجهزة الدولة والأمن، ما يعرض التحقيقات الحساسة للانتهاك و خلق شبكات دعم للأنشطة الإرهابية داخل البلاد و تعزيز المجتمعات الموازية التي تتبنى القيم المعادية للثقافة الأوروبية، ما يؤدي إلى انقسامات مجتمعية واحتكاكات ثقافية و التأثير على التعليم والقيم الاجتماعية من خلال سيطرة الإسلام السياسي على المؤسسات التعليمية والدينية و ربط التطرف السياسي المحلي بشبكات دولية، ما يفتح الباب أمام تمويل ودعم أنشطة إرهابية خارج أوروبا و احتمال استهداف أوروبا من قبل جماعات متطرفة مدعومة من الخارج، بما يهدد المصالح الأوروبية والإقليمية.
وترى المصادر، أن التحركات البرلمانية والقضائية في النمسا تمثل نموذجًا لأوروبا في كيفية مواجهة هذا التهديد، لكنها تبرز أيضًا الصعوبة في تحقيق التوازن بين حقوق الإنسان ومكافحة التطرف السياسي.
وأكدت المصادر، أن هناك تيارات متشددة متعددة في النمسا وأوروبا، تسعى لإعادة تشكيل السياسات المحلية بما يتماشى مع أجنداتها وتشمل هذه الجماعات التنظيمات الدينية والسياسية التي تسعى لفرض قوانين وأعراف تتعارض مع الثقافة الأوروبية و خلايا شبابية متطرفة تعمل على التجنيد والدعاية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي و جماعات مرتبطة بأجندات خارجية، بما في ذلك إيران وتركيا، والتي تستخدم التطرف السياسي كأداة للتأثير على السياسات الأوروبية.
ما هي خطوات النمسا لمواجهة التطرف السياسي؟
يذكر أن الحكومة النمساوية اتخذت عدة خطوات للحد من تأثير التطرف السياسي على الأمن القومي، منها حظر رموز جماعات الإسلام السياسي منذ 2019، بما يشمل جماعة الإخوان وحزب الله، و التحقيقات القضائية ضد الأفراد والجماعات التي تمثل تهديدًا للأمن القومي و التدابير التربوية والتعليمية، مثل حظر الحجاب للأطفال والمعلمات؛ لمنع نمو قيم متطرفة داخل المدارس و مراقبة الهجرة الجماعية لمنع توسع المجتمعات الموازية التي تشكل بيئة خصبة للتطرف.
وأوضحت المصادر، أن هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود شاملة لضمان أن تكون أوروبا ومجتمعاتها محصنة ضد نفوذ الجماعات المتطرفة والتهديدات الأمنية المرتبطة بها.