وسط تحديات كبيرة تهدد مصير الانتخابات المقبلة برز ضعف المشاركة في بعض البلديات في ليبيا والذي يعد مؤشرًا على حالة الإحباط السياسي التي تعاني منها البلاد، هذا التراجع في المشاركة تجعلها عقيمة وغير قادرة على إحداث التغيير المرجو.
وكشفت مصادر، أن المواطن الليبي يشعر بأن صوته لن يحدث فرقًا حقيقيًا، وأن الانتخابات مجرد إجراء شكلي بلا مخرجات ملموسة، ولهذا سجلت بعض البلديات نسب مشاركة منخفضة بشكل ملحوظ، رغم الجهود المبذولة من المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتعزيز حضور المواطنين وإتمام الاستحقاقات الديمقراطية بانتظام.
ضعف المشاركة في البلديات
وأكدت المصادر، أن التجارب الانتخابية الأخيرة في ليبيا تمثل تهديدًا مباشرًا لنجاح العملية الانتخابية الوطنية، ففي بعض البلديات، لم يتجاوز عدد المصوتين نسبة 30% من إجمالي الناخبين، ما يعكس شعورًا واسعًا بالإحباط وفقدان الثقة في قدرة الانتخابات على إحداث تغيير حقيقي.
كيف تلعب الجماعات الإخوانية دورًا محوريًا في تعقيد المشهد الانتخابي الليبي؟
وأوضحت المصادر، أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى عبر شبكاتها السياسية والإعلامية لعرقلة أي مسار ديمقراطي مستقل، ومن أبرز أساليبهم خلق حالة من الفوضى والضغط الإعلامي لتشويه صورة العملية الانتخابية، وتحفيز المواطنين على المقاطعة بدعوى عدم الشفافية أو فساد الجهات المنظمة، كما تستخدم هذه الجماعات نفوذها في بعض المدن والبلديات للسيطرة على مراكز الاقتراع، ما يؤدي إلى زعزعة الثقة في نزاهة الانتخابات.
انتخابات بلا ملامح
وكشفت المصادر، أن غياب ملامح واضحة للانتخابات يخلق بيئة خصبة لتدخلات خارجية، سواء من دول إقليمية أو جماعات مسلحة، بهدف فرض أجندات خاصة على العملية السياسية، ما يزيد من تعقيد المشهد الليبي ويهدد فرص تحقيق الاستقرار على المدى الطويل.
الإخوان والفوضى الأمنية
وقالت المصادر: إن استمرار تأثير الجماعات الإخوانية والفوضى الأمنية، يبدو أن الانتخابات قد تصبح عقيمة بلا ملامح واضحة، ما يزيد من صعوبة تحقيق استقرار سياسي شامل، ولذلك، تظل الأولوية القصوى للمؤسسات الليبية والمجتمع الدولي تعزيز الشفافية، وحماية العملية الانتخابية، وتشجيع المشاركة الشعبية، لضمان أن تعكس الانتخابات المقبلة إرادة الشعب الليبي وتفتح الطريق نحو دولة مستقرة.