ذات صلة

جمع

ألمانيا تحت المجهر.. كيف تستخدم حركة حماس أوروبا كملاذ لها؟

تشكل حركة حماس خطرًا متزايدًا على أمن ألمانيا، وفق...

في ظل الظروف المُعقّدة سياسيًا واقتصاديًا.. كيف تتم إعادة إعمار غزة؟

بعد الحرب المدمّرة التي اجتاحت قطاع غزة، لا تزال...

وسط الانقسامات الطائفية والحزبية.. كيف يقف العراق أمام اختبار مفصلي قبل الانتخابات البرلمانية؟

يستعد العراق لخوض انتخابات برلمانية حاسمة مقرّرة في 11 نوفمبر المقبل، وسط مشهد سياسي معقد مليء بالتحديات الداخلية والخارجية.

تُعتبر الانتخابات البرلمانية في العراق المُقرّرة في 11 نوفمبر المقبل اختبارًا مفصليًا لقدرة البلاد على ترسيخ سيادته الوطنية وبناء مؤسسات مستقلة، في وقت لا تزال فيه تواجه ضغوطًا من القوى الإقليمية والدولية، إلى جانب الانقسامات الطائفية والحزبية الداخلية.

تفاصيل المشهد

وكشفت مصادر أن شوارع المدن والمحافظات العراقية تشهد حاليًا حملات انتخابية مكثفة، حيث يتنافس المرشحون على 329 مقعدًا في البرلمان الجديد. وتتنوّع الحملات بين الأحزاب التقليدية والقوى المستقلة والحركات الشبابية، مثل قوى تشرين، التي تسعى لإعادة رسم الخريطة السياسية للبلاد بعيدًا عن نفوذ الأحزاب التقليدية. لكن الأجواء الانتخابية ليست خالية من المخاطر، إذ شهدت الأيام الماضية حادثة مقتل مرشح بانفجار عبوة ناسفة، ما يعكس تصاعد التوتر الأمني وتأثيره على العملية الديمقراطية.

وأكدت المصادر أن الانتخابات العراقية المقبلة اختبار حقيقي لقدرة العراق على تجاوز الانقسامات الداخلية وفرض سيادته على مؤسساته، حيث تتزايد تعقيدات المشهد السياسي بسبب تراكم الأزمات وانخفاض ثقة الشارع بالعملية الديمقراطية، بالإضافة إلى تنامي الأصوات المطالبة بإصلاح شامل في النظام السياسي.

كما أوضحت المصادر أن الانتخابات قد تحدد ما إذا كان العراق سيستطيع بناء مؤسسات وطنية حقيقية، أو سيظل ساحة مفتوحة لتجاذبات النفوذ الخارجي.

الصراعات الإقليمية والدولية

وقالت المصادر إن الصراعات الإقليمية والدولية حول الانتخابات قد تعقّد تشكيل الحكومة، خاصة مع تفشي الفساد وانتشار السلاح غير المنضبط. وتوقعت المصادر ظهور تحالف محتمل بين حزب تقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني وائتلاف الإعمار والتنمية، وهو تحالف قد يحمل عناصر قوة كبيرة، لكنه في الوقت ذاته يواجه تحديات سياسية معقدة تهدد تماسكه واستمراره.

ما هي التحديات الأمنية والاقتصادية؟

كما تواجه العملية الانتخابية تحديات متعددة على الصعيد الأمني، مع استمرار التهديدات الإرهابية والهجمات الطائفية، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي تشمل البطالة ونقص الخدمات الأساسية، ما يزيد من السخط الشعبي ويؤثر على نسب المشاركة في الانتخابات.

ما هي السيناريوهات المستقبلية؟

ضمن السيناريوهات المقبلة، قد تؤدي الانتخابات في العراق إلى نجاح القوى الوطنية المستقلة في تشكيل حكومة قوية، ما يعزز سيادة الدولة ويحد من النفوذ الخارجي، أو إلى انقسام القوى التقليدية واستمرار النفوذ الإقليمي، ما يؤدي إلى حكومة ضعيفة ومشاكل سياسية متكررة وتصاعد الصراعات الطائفية والحزبية، ويزيد من احتمال تعطيل البرلمان وتفاقم الأزمة الاقتصادية والأمنية.

يُذكر أن العراق يقف اليوم عند مفترق طرق سياسي حاسم قبل الانتخابات البرلمانية، بين مشروع بناء دولة مستقلة قادرة على فرض سيادتها على مؤسساتها، أو الاستمرار في حلقة مفرغة من الانقسام والهيمنة الخارجية. وتبقى الانتخابات فرصة لإعادة رسم مستقبل العراق السياسي.