أصبح الصحفي الفلسطيني صالح عامر الجعفراوي رمزًا للصحافة الإنسانية في غزة، بعد أن كرس حياته لتوثيق معاناة المدنيين تحت الحصار والقصف الإسرائيلي، حيث شكل استشهاده في 12 أكتوبر 2025 صدمة واسعة على المستويين الفلسطيني والعالمي.
وفي الوقت الذي أثار فيه مقتله ردود فعل دولية وإقليمية، ظهرت تساؤلات حول العلاقة بين مقتله وحركة حماس، خصوصًا فيما يتعلق بتغطية الأحداث الميدانية والسيطرة على المعلومة داخل القطاع.
أبرز المعلومات حول “صالح الجعفراوي”
وُلد صالح عامر الجعفراوي في 22 نوفمبر 1998 في قطاع غزة، صحفي ومصور فلسطيني، متخصص في تغطية الأحداث الإنسانية والنزاعات المسلحة، واكتسب شعبية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد متابعيه ثلاثة ملايين شخص على إنستغرام، بالإضافة إلى متابعين عبر تويتر ويوتيوب. أصبح مصدرًا أساسيًا لفهم الواقع اليومي لغزة، خاصة الحياة تحت الحصار والدمار المستمر.
بدأت مسيرة صالح الجعفراوي مع تصاعد الأحداث في غزة، حيث أصبح اسمه مرتبطًا بتغطية القصف على المستشفيات والملاجئ وحياة المدنيين تحت الحصار والأزمات الإنسانية اليومية. وتميزت تقارير الجعفراوي بالدقة والموضوعية، بعيدًا عن الانحياز لأي طرف، مما أكسبه ثقة واسعة بين الجمهور الفلسطيني والدولي.
استشهد الجعفراوي يوم الأحد، 12 أكتوبر 2025، بعد إصابته بسبع رصاصات خلال تغطيته لاشتباكات مسلحة في حي الصبرة بمدينة غزة، وفقد الاتصال به أثناء تغطيته للجرائم الإسرائيلية في المنطقة. وتم نقل جثمانه إلى مستشفى المعمداني، وفقًا للمصادر الطبية الفلسطينية. وأثار مقتله ردود فعل غاضبة من الإعلاميين ووسائل الإعلام الدولية، معتبرين أن استهداف الصحفيين انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
ما هي علاقة مقتله بحركة حماس؟
تسيطر حماس على مراكز الإعلام المحلي وتحدد ما يُنشر على المستوى الشعبي والدولي، كما أن الصحفيين المستقلين الذين ينقلون الأحداث بحرية قد يشكلون تحديًا للسيطرة الإعلامية. وتشير بعض المصادر إلى وجود توتر بين بعض الصحفيين المستقلين وحركة حماس بسبب تغطية الاشتباكات أو التركيز على الخسائر البشرية. وكان الجعفراوي من الصحفيين القلائل الذين ينقلون الأحداث بشكل مباشر من مناطق الاشتباك، وظهرت مخاوف من تسليط الضوء على الخسائر البشرية أو سوء إدارة الموارد خلال المواجهات المسلحة، ما قد يحرج حركة حماس أمام الرأي العام المحلي والدولي.
ويرى مراقبون فلسطينيون أن مقتله يعكس المخاطر التي يواجهها الصحفيون المستقلون في مناطق النزاع، والتي تشمل كلًّا من التهديد العسكري والضغوط السياسية، بينما لم تؤكد أي جهة رسميًا تورط حماس في مقتله، إلا أن البيئة السياسية في غزة تزيد من تعقيد مهمة الصحفيين.
ما هي التحديات التي تواجه الصحفيين في غزة؟
من أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين في غزة المخاطر العسكرية المباشرة من الاشتباكات الإسرائيلية والفصائل المحلية، والقيود السياسية والإعلامية من السلطات المحلية، بما فيها حركة حماس، ونقص الحماية القانونية الدولية في مناطق النزاع المسلح، والاعتماد على وسائل تواصل محدودة لتغطية الأحداث بشكل حي ومباشر.
وأكد مراقبون أن حركة حماس قد تحاول زيادة الرقابة على الإعلام المحلي لتجنب تعرضها للنقد الدولي، كما أن الصحفيين المستقلين قد يصبحون هدفًا للتهديدات أو الرقابة المشددة. ومن المتوقع أن يستمر المجتمع الدولي في الضغط لحماية الصحفيين الفلسطينيين، بما في ذلك الدعوات لمراقبة الأحداث في غزة وحماية الإعلاميين.