ذات صلة

جمع

تفكيك خلية حماس في برلين.. أوروبا تواجه الخطر الإخواني المتخفي تحت عباءة الدين

في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من تمدد التنظيمات...

غزة على أعتاب الهدوء.. العالم يترقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار

بعد شهور من المعارك المتصاعدة والمفاوضات المعقدة، دخلت الأزمة...

إلى أي مدى يعيق حزب الله الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان؟

منذ تأسيس حزب الله في لبنان، سعى الحزب إلى...

غزة على أعتاب الهدوء.. العالم يترقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار

بعد شهور من المعارك المتصاعدة والمفاوضات المعقدة، دخلت الأزمة في قطاع غزة مرحلة جديدة من الترقب الحذر، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة كل من إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام، وسط تأكيدات على أن التنفيذ الفعلي للاتفاق يتوقف على المصادقة الرسمية من الحكومة الإسرائيلية.

اتفاق تاريخي ينتظر التنفيذ

أعلن ترامب، مساء الأربعاء، أن الطرفين وافقا على بدء تنفيذ خطة لوقف الحرب في غزة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل “يومًا عظيمًا للعالمين العربي والإسلامي وإسرائيل”، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى ستشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.

وأوضح ترامب أن الجهود التي قادتها مصر وقطر وتركيا كانت “حاسمة في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية”، متعهدًا بأن تعمل واشنطن على ضمان تنفيذ بنود الاتفاق ومراقبة الالتزام به من الجانبين.

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع إلى توضيح أن الاتفاق “لن يدخل حيز التنفيذ قبل مصادقة مجلس الوزراء عليه”، مشيرًا إلى أن العد التنازلي لبدء وقف إطلاق النار سيبدأ فقط بعد الموافقة الرسمية، والمتوقع صدورها مساء الخميس.

مواقف عربية مرحبة وتحركات دبلوماسية مكثفة

رحبت مصر بالاتفاق واعتبره الرئيس عبد الفتاح السيسي “لحظة تاريخية تطوي صفحة الحرب وتفتح باب الأمل لشعوب المنطقة”. وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي سيشارك في اجتماع وزاري بباريس لمناقشة ترتيبات ما بعد الحرب وإعادة إعمار القطاع.

وفي السياق نفسه، أعربت المملكة العربية السعودية عن أملها في أن يمهد الاتفاق لـ”سلام شامل وعادل”، مشيدة بدور الوسطاء الإقليميين والدوليين، بينما وصفت الخارجية الأردنية دور ترامب في إنجاز الاتفاق بـ”الحاسم”، مؤكدة أهمية ضمان عدم تهجير سكان القطاع وبدء عملية إعادة الإعمار فورًا.

مواقف متباينة من الأطراف المعنية

من الجانب الإسرائيلي، وصف نتنياهو الاتفاق بأنه “يوم عظيم لإسرائيل”، موجهًا الشكر إلى الولايات المتحدة والقوات الإسرائيلية على ما سماه “مهمة مقدسة لإطلاق سراح الرهائن”، وأكد التزام حكومته باستعادة جميع المحتجزين لدى حماس “بعون الله”.

أما حركة حماس، فقد أصدرت بيانًا أكدت فيه أن الاتفاق “ينهي الحرب ويضمن انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع”، مشيرة إلى أنه سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية وتنفيذ عملية تبادل للأسرى.

وأشادت الحركة بجهود الوسطاء مصر وقطر وتركيا، كما وجهت الشكر للرئيس ترامب على “سعيه الجاد لإنهاء الحرب”، مطالبة الدول الضامنة بضمان التزام إسرائيل الكامل ببنود الاتفاق وعدم المماطلة في التنفيذ.

من جانبه، رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتفاق، معتبرًا أنه خطوة مهمة نحو “حل سياسي دائم يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967″، وشدد على ضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وضمان إدخال المساعدات دون قيود.

ترقب عالمي لما بعد الصراع

يتوقع أن يُوقَّع الاتفاق رسميًا الخميس في شرم الشيخ، بمشاركة وفود من الولايات المتحدة ومصر وقطر، فيما بدأت الأمم المتحدة استعداداتها لإرسال فرق ميدانية للإشراف على إيصال المساعدات إلى المدنيين في القطاع.

وفي الوقت الذي يرحب فيه المجتمع الدولي بما وصفه بـ”اللحظة الفارقة”، تسود حالة من الحذر في غزة، حيث ينتظر السكان بدء سريان وقف إطلاق النار فعليًا، بعد عامين من الدمار المتواصل والخسائر البشرية الفادحة.