ذات صلة

جمع

تفكيك خلية حماس في برلين.. أوروبا تواجه الخطر الإخواني المتخفي تحت عباءة الدين

في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من تمدد التنظيمات...

غزة على أعتاب الهدوء.. العالم يترقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار

بعد شهور من المعارك المتصاعدة والمفاوضات المعقدة، دخلت الأزمة...

إلى أي مدى يعيق حزب الله الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان؟

منذ تأسيس حزب الله في لبنان، سعى الحزب إلى...

إيران والمفاوضات النووية.. بين التكتيك السياسي والجدية الدبلوماسية

شهدت المفاوضات النووية في السنوات الأخيرة جمودًا ملحوظًا، مع تبادل الاتهامات بين إيران والدول الغربية بعدم الجدية في التنفيذ. ومع ذلك، ظهرت مؤشرات على رغبة إيران في العودة إلى طاولة المفاوضات، خاصة بعد الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة.

وبرز ملف البرنامج النووي الإيراني كأحد القضايا الأكثر تعقيدًا بعد سنوات من المفاوضات والضغوط، حيث تتجدد التساؤلات حول مدى جدية إيران في استئناف المفاوضات النووية، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لمسؤولين إيرانيين.

من الانفتاح الدبلوماسي إلى تحديات التوتر الإقليمي

توصلت إيران مع مجموعة 5+1 “الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا” إلى اتفاق تاريخي يُعرف بخطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA)، والذي بموجبه وافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.

وفي عام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران، مما دفع الأخيرة إلى تقليص التزاماتها تدريجيًا.

بين الدبلوماسية والضغوط الدولية

ففي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان استعداد بلاده للحوار، مشيرًا إلى أن الحوار هو أفضل وسيلة لحل القضايا ضمن إطار القوانين الدولية.

وكشف أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وأن المشكلة بدأت حين تجاهلوا تلك القواعد، واستبدلوا الحوار بالعقوبات والضغوط المتزايدة.

وحول هذا الأمر، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن إيران لن تستجيب للغة الضغط بشأن أنشطتها النووية، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لحل الخلاف مع الغرب هو الدبلوماسية، ومؤكدًا أن إيران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة إذا توفرت الشروط المناسبة، مشيرًا إلى أن المطالب الأمريكية بتخلي طهران عن تخصيب اليورانيوم “مزحة”.

ما هي التحديات الداخلية والضغوط الاقتصادية والاجتماعية؟

مع تضخم مرتفع يتجاوز 40%، وانخفاض حاد في قيمة الريال، وارتفاع أسعار الأساسيات مثل الغذاء والسكن، تعاني إيران من أزمة اقتصادية خانقة في الوقت الحالي، وهذه الأوضاع الصعبة تزيد من الضغوط على الحكومة الإيرانية وتؤثر في قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية بشأن الملف النووي.

هل إيران جادة في استئناف المفاوضات النووية؟

تشير التطورات على الأرض إلى أن إيران قد تكون تسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من خلال المفاوضات، ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستكون إيران مستعدة لتقديم التنازلات اللازمة لضمان نجاح المفاوضات؟ في النهاية، يبقى الملف النووي الإيراني قضية معقدة تتطلب إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف المعنية، وإرادة حقيقية من إيران للمضي قدمًا في مسار دبلوماسي يؤدي إلى حل دائم وشامل.