تأتي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب في غزة في ظل تصاعد غير مسبوق للأوضاع الميدانية والإنسانية في القطاع، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني ظروفًا مأساوية نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى تسويق هذه الخطة باعتبارها مخرجًا سياسيًا وأمنيًا للأزمة، عبر ربط إعادة إعمار غزة بترتيبات أمنية دولية، وتأسيس لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية تدير شؤون القطاع، تحت إشراف ما يسمى بـ”مجلس السلام”.
حركة الجهاد تعلن فشل الخطة
أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية فشل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، معتبرة أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لمشروع التحرر الوطني.
وأوضح نائب الأمين العام للحركة، محمد الهندي، أن الخطة تعيد صياغة ما عُرف بـ”صفقة القرن” بواجهة جديدة، مشددًا على أن وصف المقاومة بـ”الإرهاب” خط أحمر لا يمكن القبول به. وقال إن أي اتفاق لا يعترف بشرعية المقاومة ولا يضع جدولًا زمنيًا لانسحاب الاحتلال “محكوم عليه بالفشل”.
وأضاف الهندي أن تبادل الأسرى شرط أساسي في أي اتفاق، وأن المقاومة لا ترفض الحلول الإنسانية والسياسية، لكنها ترفض الوصاية الأمنية والسياسية على الشعب الفلسطيني. واعتبر أن تشكيل حكومة انتقالية بإشراف دولي بقيادة ترامب يمثل “تغريبًا للقرار الفلسطيني” ووصاية مرفوضة.
وأكد أن أي تسوية عادلة تبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وضمان حق تقرير المصير، محذرًا من أن خطة ترامب ليست سوى محاولة جديدة لإحياء “صفقة القرن” التي أسقطها الفلسطينيون سابقًا.
ضغوط على حماس والجهاد الإسلامي
في المقابل، تزداد الضغوط على الفصائل الفلسطينية، خصوصًا حركة حماس والجهاد الإسلامي، للقبول بالطرح الأمريكي، مقابل ضمانات بوقف الحرب وبدء إعادة الإعمار. غير أن القوى الفلسطينية ترى أن أي خطة لا ترتبط بشكل مباشر بجدول زمني واضح لإنهاء الاحتلال ووقف العدوان لن تحقق الاستقرار، بل قد تؤسس لمرحلة جديدة من الوصاية الدولية على غزة، على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.