ذات صلة

جمع

أزمة المياه في طهران.. هل يفتح العطش الباب أمام اضطرابات سياسية كبرى بإيران؟

في تصريح صادم حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من...

تصعيد على الحدود.. كابول تهدد إسلام آباد بـ”عواقب وخيمة”

تفاقم التوتر بين أفغانستان وباكستان بعد فشل الجولة الثالثة...

زيتون الضفة في مرمى العنف.. إصابات بين مسعفين وصحفيين خلال هجوم مستوطنين جنوب نابلس

موسم الحصاد يتحوّل إلى موسم مواجهة.. والأمم المتحدة تحذر...

فلسطين بين الاعتراف الدولي وغياب الدولة الفعلية

يشهد الملف الفلسطيني تطورات متسارعة في الآونة الأخيرة مع تزايد عدد الدول التي تعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة توصف بأنها مكسب دبلوماسي مهم، لكنها في الوقت ذاته تثير أسئلة عميقة حول جدوى هذا الاعتراف في ظل غياب الدولة على الأرض.

بينما يصفه البعض بأنه انتصار للحقوق الفلسطينية، يرى آخرون أنه مجرد خطوة رمزية لا تغير من الواقع شيئًا.

الاعتراف الدولي بالقضية الفسلطينية خطوة محدودة

من الناحية النظرية، يمثل الاعتراف الدولي إضافة نوعية للقضية الفلسطينية، إذ يمنحها بعدًا قانونيًا وسياسيًا جديدًا ويضع إسرائيل في موقع أكثر عزلة على الساحة الدولية.

لكن هذا البعد القانوني يصطدم بعقبات كبرى على الأرض، أبرزها: استمرار الاحتلال، التوسع الاستيطاني، والانقسام الفلسطيني الداخلي، وهي عوامل تجعل الحديث عن دولة فعلية أمرًا مؤجلًا إلى أجل غير معلوم.

التجارب السابقة تكشف أن الاعتراف وحده لا يكفي لتغيير موازين القوى، فقد سبق أن حازت فلسطين وضع “دولة مراقب غير عضو” في الأمم المتحدة عام 2012، لكن هذا لم يمنع إسرائيل من المضي في سياسات الضم والاستيطان، ولم يوقف الانتهاكات اليومية بحق الفلسطينيين، وبالتالي، يبقى الاعتراف خطوة محدودة التأثير ما لم يقترن بإجراءات عملية من المجتمع الدولي.

غياب مقومات الدولة

إحدى الإشكاليات الجوهرية تكمن في غياب مقومات الدولة المتعارف عليها دوليًا وفق معايير اتفاقية مونتفيديو، والتي تنص على ضرورة وجود حكومة موحدة وحدود معترف بها.

الأراضي الفلسطينية منقسمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والقيادة نفسها تعاني انقسامًا بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس منذ ما يقارب العقدين، ومع تقدم القيادة الحالية في العمر وغياب رؤية واضحة للمرحلة المقبلة، تتفاقم التساؤلات حول من سيدير الدولة الفلسطينية المفترضة إذا ما تحققت على الورق.

انقسام سياسي فلسطيني كبير

إلى جانب الانقسام السياسي، تواجه فلسطين تحديات ديموغرافية واقتصادية كبيرة، فالضفة الغربية تضم أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي يعيشون بين أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني تحت إدارة عسكرية معقدة، في حين يعاني قطاع غزة حصارًا خانقًا أضعف بنيته التحتية واقتصاده، هذه الوقائع تجعل فكرة السيادة الكاملة بعيدة المنال حتى مع تصاعد الاعترافات الدولية.

رغم ذلك، يحمل الاعتراف دلالات رمزية لا يمكن إغفالها، إذ يمثل رسالة واضحة بأن العالم بات أكثر ميلًا لتأييد الحقوق الفلسطينية، خاصة مع تغير المزاج الشعبي في العديد من الدول الغربية بعد أحداث غزة الأخيرة.

هذه الرمزية قد تتحول إلى أوراق ضغط سياسية إذا ترافق الاعتراف بخطوات إضافية مثل فرض عقوبات اقتصادية محددة على إسرائيل أو تقييد التعامل مع المستوطنات غير الشرعية.

لكن حتى الآن، يظل غياب الإرادة الدولية لتنفيذ هذه الخطوات هو التحدي الأكبر، فالدول التي تعترف بفلسطين غالبًا ما تكتفي بالبيانات الدبلوماسية من دون الانتقال إلى إجراءات عملية، ما يفتح المجال أمام إسرائيل لمواصلة سياساتها من دون كلفة حقيقية.