ذات صلة

جمع

عين الحلوة يُسلم سلاحه.. مرحلة مفصلية في ضبط المخيمات

شهد لبنان تطورًا بارزًا في ملف المخيمات الفلسطينية مع...

القراصنة يوسعون دائرة الاختراق.. أرقام نتنياهو ووزرائه على العلن

دخلت إسرائيل في مواجهة جديدة مع هجمات إلكترونية غير...

شرق أوروبا يشتعل.. تدريبات عسكرية روسية ـ بيلاروسية تستفز الناتو

باشرت روسيا وحليفتها بيلاروسيا، الجمعة، مناورات عسكرية واسعة النطاق...

صفقة سجناء بين إيران وفرنسا.. ورقة تفاوضية أم انفراجة إنسانية؟

كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تقترب...

عين الحلوة يُسلم سلاحه.. مرحلة مفصلية في ضبط المخيمات

شهد لبنان تطورًا بارزًا في ملف المخيمات الفلسطينية مع تسليم كميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة من مخيم عين الحلوة للجيش اللبناني، في خطوة وصفت بأنها الأكثر حساسية منذ انطلاق مسار جمع السلاح من المخيمات.

حيث يعد عين الحلوة، الواقع شرق مدينة صيدا، أكبر المخيمات الفلسطينية وأشدها تعقيدًا من الناحية الأمنية، ما جعل العملية تحمل دلالات عميقة تتجاوز بعدها اللوجستي لتكرس ببطء مبدأ سيادة الدولة على أراضيها.

مسار تدريجي بدأ من برج البراجنة

عملية تسليم السلاح ليست وليدة اللحظة، بل تمثل المرحلة الرابعة ضمن خطة لبنانية – فلسطينية مشتركة بدأت منذ شهر أغسطس من مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، وتواصل المسار في وقت لاحق ليشمل مخيمات الرشيدية والبص وبرج الشمالي جنوبًا، وصولاً إلى مخيم البداوي في الشمال، قبل أن تبلغ ذروتها في عين الحلوة، حيث الكثافة السكانية الأعلى ووجود فصائل متعددة ومجموعات مسلحة متشددة.

حساسية عين الحلوة

لم يكن عين الحلوة مجرد مخيم للاجئين، بل تحول على مدى عقود إلى ساحة تتقاطع فيها الحسابات السياسية والأمنية، كثافة السلاح داخله وتعدد الفصائل المسلحة جعلا منه نقطة توتر دائمة في المشهد اللبناني.

حيث شهد المخيم مرارًا اشتباكات دامية بين مجموعات مختلفة، ما عزز صورته كمكان يخرج عن سلطة الدولة، ومن هنا، فإن تسليم السلاح للجيش يشكل خطوة استثنائية على طريق طويل لاحتواء المخاطر وتعزيز الاستقرار.

أبعاد تتجاوز الجانب الأمني

لا يمكن قراءة هذه الخطوة بمعزل عن البعد السياسي، فهي تؤكد حرص الدولة اللبنانية على فرض حصرية السلاح، كما تعكس استعداد فصائل فلسطينية رئيسية للتعاون مع المؤسسات الرسمية.

التعاون يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين الطرفين، عنوانها الأبرز التخفيف من بؤر التوتر وإعادة الاعتبار إلى المخيمات كأماكن لعيش اللاجئين لا كساحات صراع مسلح.

تعقيدات قائمة

ورغم أهمية الإنجاز، فإن الطريق أمام استكمال العملية ما يزال مليئًا بالتحديات، إذ تبقى بعض الفصائل الرافضة لتسليم سلاحها، وفي مقدمتها حركات ترى في الاحتفاظ بالسلاح ضمانة سياسية وأمنية لها.

كما أن وجود مجموعات متطرفة داخل عين الحلوة يشكل خطرًا مضاعفًا، خصوصًا أن هذه المجموعات لطالما استفادت من البيئة المعقدة للمخيم لتعزيز نفوذها.

انعكاسات على الأمن الوطني

من الناحية الأمنية، يمثل جمع السلاح من عين الحلوة خطوة حاسمة باتجاه تخفيف الضغط عن مدينة صيدا وجوارها، وتقليص احتمالات اندلاع مواجهات مفاجئة تهدد المدنيين.

كما أنها تعطي الجيش اللبناني مساحة أوسع لإحكام قبضته الأمنية في الجنوب، وتوجيه جهوده نحو التحديات الكبرى المرتبطة بالحدود والتوترات الإقليمية.

ويمكن القول: إن تسليم السلاح في عين الحلوة يفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الدولة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية.