ذات صلة

جمع

منها التيارات المتشددة في النمسا.. ما مدى تأثير التطرف السياسي على الأمن القومي في أوروبا؟

مع تصاعد التحركات الأمنية والسياسية لمواجهة الجماعات الإرهابية التي...

المتآمرون يتخبطون.. كيف استغل الإخوان الاحتجاجات السلمية في قابس حول التلوث البيئي؟

شهدت محافظة قابس التونسية احتجاجات سلمية واسعة النطاق خلال...

تهديد أم دعاية.. ما وراء الرسالة الروسية تجاه الناتو وأوروبا

أكد سيرغي ناريشكين، مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، خلال...

ضربة إسرائيلية تربك المسار.. مصير التفاهمات الأميركية ـ الحوثية مجهول

وسط تصاعد التوترات المشتلعة خلال هذه الفترة في المنطقة، أثارت الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات حوثية بارزة في صنعاء الكثير من الجدل وفتحت فصلاً جديدًا من الصراع.

ووسط تلميحات بتصاعد التوترات أكثر، فقد يلوح التصعيد في الأفق احتمال انهيار التفاهمات غير المعلنة بين الحوثيين والولايات المتحدة. 

تفاهمات هشة بلا إطار رسمي

الهدنة التي جرى الحديث عنها خلال العامين الماضيين لم تكن اتفاقًا رسميًا، بل مجرد تفاهم غير مكتوب، كما أن مضمونها ارتكز على وقف الحوثيين استهداف السفن الأميركية مقابل قبول واشنطن بهذا الالتزام المؤقت. 

وهذه الصيغة الهشة مكّنت الطرفين من تجنب التصعيد المباشر، لكنها ظلت عرضة للانهيار في أي لحظة، خصوصًا مع دخول إسرائيل لاعبًا أساسيًا في المواجهة.

إسرائيل في الواجهة.. وأميركا في الظل

تبدو إسرائيل اليوم الطرف الأكثر نشاطًا في إدارة المعركة ضد الحوثيين، فيما تكتفي الولايات المتحدة بالدعم الاستخباراتي واللوجستي. 

تل أبيب تمتلك خططًا مسبقة لمثل هذه المواجهة وتتعامل معها كجزء من أجندة أمنية طويلة الأمد. بالنسبة لواشنطن، لا تبدو هناك مصلحة في الانخراط العسكري المباشر في ساحة يمكن لإسرائيل إدارتها بنفسها.

ميزان قوى مختل

رغم الضجيج الإعلامي المرافق لكل هجوم يشنه الحوثيون، إلا أن ميزان القوى يميل بشكل كاسح لصالح إسرائيل، والخسائر الاستراتيجية تقع غالبًا في صفوف الحوثيين، بينما تنحصر آثار هجماتهم على الجانب الإسرائيلي في بعد نفسي وإعلامي، مثل إطلاق صافرات الإنذار عند وصول صاروخ أو مسيّرة.

ويرى مراقبون للأوضاع، أن الحوثيين يدركون أن استهدافًا مباشرًا للقوات أو السفن الأميركية قد يجر عليهم تدخلاً عسكريًا واسعًا من واشنطن، وهو ما يسعون لتجنبه. لذلك يرجح أن يقتصر ردهم على ضربات محسوبة ضد أهداف تجارية في البحر الأحمر أو سفن يُشتبه بارتباطها بإسرائيل، من دون توسيع نطاق المواجهة.

خطر الانزلاق إلى مواجهة أوسع

مع ذلك، يبقى احتمال التصعيد قائمًا في حال واصلت إسرائيل استهداف قيادات رفيعة في صفوف الحوثيين. مثل هذا السيناريو قد يدفع الجماعة إلى ردود فعل غير محسوبة تصل إلى حد استخدام كل ما لديها من إمكانيات العسكرية.

كما أن السيناريو الأكثر إيلامًا للحوثيين قد لا يأتي من إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل من تحركات عسكرية ميدانية للقوات الموالية للحكومة الشرعية على جبهات مختلفة، ولا سيما في الساحل الغربي. مثل هذا التحرك قد يقوض قدرات الحوثيين أكثر بكثير من الضربات الجوية.

وأفادت مصادر مطلعة، أن المشهد الراهن يوحي بأن الحوثيين سيواصلون سياسة التصعيد المحدود، في محاولة لإظهار تحديهم لإسرائيل وإرضاء قواعدهم الداخلية، مع الحرص على إبقاء قنوات الاتصال غير المباشر مع واشنطن مفتوحة. 

والولايات المتحدة بدورها ليست معنية بإسقاط التفاهمات الهشة القائمة، بينما تتحمل إسرائيل عبء المواجهة العسكرية المباشرة، هكذا، تبقى المنطقة في دائرة التوتر، حيث يراوح الجميع بين ضبط الإيقاع العسكري وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة قد تفتح أبوابًا يصعب إغلاقها.