تتجه إسرائيل نحو سيناريو بالغ الخطورة، مع الكشف عن خطة عسكرية واسعة لاجتياح مدينة غزة، بمشاركة نحو 80 ألف جندي من الألوية القتالية البرية.
ووفق ما أورده موقع “والا” الاسرائيلي، فإن وزير الدفاع يسرائيل كاتس سينظر في الخطة الثلاثاء، في خطوة تعد الأكبر منذ بدء العدوان على القطاع، وسط تقديرات بأن العملية قد تستمر قرابة أربعة أشهر كاملة.
قرار أركان الجيش
المعطيات المتسربة تفيد بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، صادق مساء الأحد على الخطوط العريضة للعملية خلال اجتماع خاص ضم قادة المنطقة الجنوبية وكبار الضباط.
الاجتماع بحث تفاصيل دقيقة حول التحديات الميدانية، إضافة إلى مصير الأسرى المحتجزين داخل غزة، في ظل مخاوف من أن تتحول العملية إلى تهديدٍ مباشر على حياتهم.
مراحل العملية
الخطة الموضوعة تتضمن مسارًا تدريجيًا يبدأ بإنشاء مجمعات إنسانية في جنوب القطاع، مجهزة بخيام ومراكز غذاء ومياه وعيادات ميدانية، وبعدها سيشرع في إخلاء واسع للسكان من مدينة غزة خلال أسبوعين على الأقل.
وعقب هذه المرحلة، تبدأ القوات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات تطويق للمدينة، تترافق مع استمرار الإخلاء وشن غارات جوية مكثفة، قبل الدخول البري التدريجي الذي يستهدف السيطرة على الأحياء والمخيمات خطوة بخطوة.
مصادر عسكرية إسرائيلية أقرت بأن الخطة، رغم ضخامتها، تنطوي على مخاطر جسيمة للجيش، خاصة مع توقعات بمواجهات شرسة داخل المناطق المكتظة، واحتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة.
كما أن طول مدة العملية – والتي قد تمتد لأربعة أشهر – يضع إسرائيل أمام استنزاف عسكري واقتصادي طويل، في ظل ضغط داخلي ودولي متزايد.
تهجير واسع وتداعيات إنسانية
الخطة لا تقتصر على البعد العسكري فقط، بل تشمل تهجير سكان المدينة بالكامل نحو الجنوب، وهو ما يعيد التذكير بموجات النزوح التي شهدها القطاع منذ بداية الحرب.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الجانب الأميركي طلب طرح خطة التهجير عليه، وسط مخاوف من انفجار كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل معاناة مئات آلاف النازحين أصلًا من نقص الغذاء والمياه والدواء.
احتجاجات داخلية تتصاعد
على وقع هذه التطورات، تشهد إسرائيل موجة احتجاجات شعبية عارمة، حيث خرج مئات الآلاف في مظاهرات شملت عشرات المدن والبلدات.
المتظاهرون طالبوا بوقف الحرب فورًا والتركيز على إعادة الأسرى، معتبرين أن استمرار العمليات العسكرية يضاعف المخاطر عليهم.
لكن وزراء ومسؤولين في الحكومة هاجموا هذه الاحتجاجات بشدة، واعتبروها “خطأ جسيمًا” يخدم حركة حماس، ما يعكس عمق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي حيال جدوى الحرب واستراتيجيتها.