ذات صلة

جمع

بين الإنذار والردع.. أين تتجه بوصلة العلاقات الروسية- الأميركية؟

رغم وعوده الصاخبة بإنهاء الحرب الأوكرانية خلال 24 ساعة...

ما تفاصيل خطة نتنياهو التصعيدية الجديدة في غزة؟.. ضم تدريجي بدعم من ترامب

في خطوة مفاجئة وصفت بأنها تمثل “تغييرًا في النهج”...

كاتس يستعد لخلافة نتنياهو.. صعود عسكري متطرف يدفع إسرائيل نحو حافة الانفجار

في وقت يشهد فيه الداخل الإسرائيلي ترقبًا متزايدًا لنهاية...

تصعيد بلا حدود.. هل يدخل الحوثي مرحلة الابتزاز البحري المنظم؟

في تصعيد جديد يعكس تنامي طموحاتها الإقليمية وتناغمها مع...

من الوسم إلى الشارع.. تصاعد الغضب الشعبي ضد الإخوان في اليمن

تحولت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن خلال الأيام الأخيرة...

كاتس يستعد لخلافة نتنياهو.. صعود عسكري متطرف يدفع إسرائيل نحو حافة الانفجار

في وقت يشهد فيه الداخل الإسرائيلي ترقبًا متزايدًا لنهاية عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هيمن على الحياة السياسية لنحو 18 عامًا، برز اسم وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس كلاعب رئيسي يُمهّد لخلافته، مستندًا إلى خطاب عسكري متشدد يُثير جدلاً داخليًا وإقليميًا متصاعدًا.

تحولات خطيرة في السياسة الإسرائيلية

وفي تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، وُصف كاتس بأنه أكثر الشخصيات صعودًا في المشهد السياسي الإسرائيلي بعد نتنياهو، خاصة أنه كان أحد أكثر وزرائه ولاءً وشغل مناصب حساسة منذ عام 2009، شملت وزارات النقل، والاستخبارات، والطاقة، والمالية، والخارجية، قبل أن يتسلّم حقيبة الدفاع في نوفمبر 2024 خلفًا للجنرال يوآف غالانت، المعروف بمواقفه “الأكثر اعتدالًا” تجاه ملف غزة.

ومنذ تسلّمه وزارة الدفاع، غيّر كاتس بشكل جذري خطاب الحكومة باتجاه تصعيد غير مسبوق، متبنّيًا شعار “الانتصار الكامل” على حركة حماس، ومروجًا لفكرة “النقل الطوعي” لسكان قطاع غزة، والتي حاول إضفاء طابع رسمي عليها عبر تأسيس وكالة خاصة داخل وزارة الدفاع لتنسيق تنفيذ هذا المشروع.

وفي مارس 2025، أعلن كاتس حظر دخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مشترطًا أن يقوم السكان المحليون بتسليم الأسرى الإسرائيليين والتخلّص من حماس بأنفسهم، وإلّا “فالرد سيكون دمارًا شاملًا”، في موقف وصفه محللون بأنه يعكس توجهًا عقابيًا جماعيًا ويمهد لكارثة إنسانية.

غارات على سوريا واحتلال مناطق محاذية للجولان

ولم يتوقف التمدد العسكري عند حدود غزة، بل تجاوزها ليصل إلى سوريا، بعد انهيار نظام بشار الأسد في أواخر 2024، حيث أطلق كاتس أوسع حملة غارات جوية إسرائيلية منذ عقود على الأراضي السورية، وفرض سيطرة عسكرية على المنطقة المنزوعة السلاح المحاذية للجولان.

وبرر تدخله بحماية الطائفة الدرزية، في خطوة اعتبرها مراقبون مناورة انتخابية ذكية لاستمالة أصوات الدروز داخل إسرائيل، وسط تزايد الشكوك حول دوافعه الحقيقية.

“حصانة مؤقتة” في ظل ملاحقة نتنياهو وغالانت

ويبدو أن كاتس يستفيد أيضًا من عامل شخصي مؤثر: ابتعاده عن ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، واعتبر تقرير “لوموند” أن هذه الحصانة الظرفية تمنحه حرية أكبر في الحركة، وتعزز من طموحه لتولي رئاسة الحكومة.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن مشروع كاتس السياسي يقوم على تصعيد قومي خطير، وتهجير جماعي، وتوسّع عسكري ممنهج، وهو ما جعل مراقبين يحذرون من أن صعوده قد يقود الشرق الأوسط نحو فوضى أمنية إقليمية أوسع، تُضاعف من معاناة شعوب المنطقة.

ويخلص التقرير إلى أن الخطاب القائم على القوة والغلبة الذي يعتنقه كاتس، قد يكسبه تأييدًا في الداخل الإسرائيلي، لكنه في المقابل يفتح الباب أمام تصعيد طويل الأمد يهدد الاستقرار الإقليمي ويعمّق أزمات قائمة أساسًا.

spot_img