ذات صلة

جمع

“الحارس القضائي”.. ذراع الحوثي لنهب أموال اليمنيين بغطاء قانوني

تحول ما يسمى بـ"الحارس القضائي" إلى أحد أخطر أدوات...

هل يطيح ترامب بنتنياهو الذي تراجعت سلطته في إسرائيل بعد الخلافات الأخيرة؟

تدخل إسرائيل مرحلة سياسية حساسة قد تعيد رسم مستقبلها...

ترامب يلوّح بتكرار ضرباته ضد إيران.. هل نشهد نهاية محتملة لمسار السلام النووي؟

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نبرته تجاه طهران،...

توتر متصاعد وتوبيخ مرتين خلال 48 ساعة.. فهل تفاقم غزة وسوريا الخلافات بين نتنياهو وترامب؟

كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، عن تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب، في ظل تكرار توبيخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال يومين فقط، على خلفية العمليات العسكرية الإسرائيلية في كل من قطاع غزة وسوريا، رغم نفي الحكومة الإسرائيلية وجود أي ضغوط أمريكية رسمية.

انتقادات أمريكية علنية ومتزايدة

وبحسب الصحيفة، بدأ البيت الأبيض يتخذ موقفًا أكثر حدة وعلنية تجاه سياسة نتنياهو، في مؤشر واضح على “تصاعد القلق الأمريكي من التصرفات العسكرية الإسرائيلية التي تهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي”، وفق ما جاء في التقرير.

وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن الرئيس ترامب أجرى اتصالين هاتفيين برئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية، تمحورا حول الوضع الميداني في غزة والتصعيد في الأراضي السورية.

وأضافت: أن ترامب عبّر عن “عدم ارتياحه لسقوط عدد متزايد من الضحايا المدنيين”، وهو ما وصفه بأنه “غير مقبول”.

الكنيسة في غزة وتفجيرات سوريا على طاولة التوبيخ

وأشارت ليفيت، أن الرئيس ترامب أبدى “دهشته الشخصية” من بعض الضربات الإسرائيلية، خاصة تلك التي استهدفت كنيسة في قطاع غزة والتفجيرات التي وقعت في سوريا، وأكدت أنه طلب من نتنياهو “تصحيح الوضع على الفور”، في رسالة تحمل طابع التحذير السياسي.

ورغم إصرار المتحدثة على أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو “ ما تزال قوية”، فإنها أقرت بوجود “اختلافات عميقة في وجهات النظر”، وخصوصًا فيما يتعلق بكيفية إدارة التصعيد العسكري دون الإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة.

نتنياهو يزعزع الحسابات الأمريكية

وتعليقًا على ذلك، قال المحلل العسكري لصحيفة معاريف، آفي إشكنازي: إن “البيت الأبيض أصبح يعبّر عن انتقاداته بشكل أكثر وضوحاً”، مضيفًا أن هناك “إحباطًا متزايدًا في واشنطن من الطريقة التي تتعامل بها حكومة نتنياهو مع الأوضاع في غزة”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية قولهم: إن “بيبي (نتنياهو) يتصرف كالمجنون، يقصف كل شيء بلا تمييز، وهذا يقوّض ما يحاول الرئيس ترامب تحقيقه في المنطقة”، في إشارة إلى جهود الإدارة الأمريكية لفرض تهدئة مرحلية في غزة، بالتوازي مع معالجة الملف السوري بعناية أكبر تجنبًا لتورط أمريكي مباشر أو اندلاع نزاعات أوسع.

نتنياهو في مرمى الانتقادات داخل واشنطن

وفي سياق متصل، أورد موقع أكسيوس الأمريكي نقلاً عن مصادر داخل إدارة ترامب، أن هناك “تصاعدًا في الشكوك تجاه نتنياهو”، مع تزايد القناعة بأن سلوكه قد يمثل عائقًا كبيرًا أمام الجهود الأمريكية في الشرق الأوسط، وخصوصًا فيما يتعلق بمساعي احتواء التوتر في غزة وضبط التوازنات في سوريا.

وبحسب الموقع، فإن دوائر القرار في البيت الأبيض باتت ترى في نتنياهو “زعيمًا يتصرف بأنانية سياسية ويحاول توظيف التصعيد العسكري لأهداف داخلية”، وهو ما يتناقض مع حسابات واشنطن التي تسعى، من جهة، إلى حماية مصالح إسرائيل الأمنية، ومن جهة أخرى إلى تجنب انفجار إقليمي قد يجر الولايات المتحدة إلى مواجهات غير محسوبة.

هل بدأ ترامب يضغط بجدية؟

ويأتي هذا التصعيد في اللهجة من جانب إدارة الرئيس ترامب ليعكس تحولاً في طريقة تعاطي واشنطن مع حكومة نتنياهو، فبعد شهور من الدعم غير المشروط، يبدو أن الإدارة الأمريكية باتت تنظر إلى التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة وسوريا كخطر على الاستقرار الإقليمي، وربما على فرص ترامب نفسه في تحقيق نجاح دبلوماسي قبل الانتخابات القادمة.

كما أن الانتقادات المتزايدة من الدوائر المسيحية المحافظة في الولايات المتحدة – خاصة بعد استهداف كنيسة في غزة – ربما ساهمت في دفع البيت الأبيض لاتخاذ مواقف أكثر صرامة، تجنبًا لفقدان دعم قاعدته الانتخابية.

وفي المقابل، لا يبدو أن نتنياهو مستعد لتغيير نهجه، إذ يواجه ضغوطاً داخلية هائلة، ويحاول توظيف التصعيد العسكري لحشد تأييد يميني وتعطيل أي محاولات للمحاسبة السياسية على خلفية الفشل العسكري أو الاحتجاجات الشعبية.

spot_img