ذات صلة

جمع

هجوم رقمي مدمر.. قراصنة يضربون قلب المال الإيراني في ذروة التصعيد

في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مشدودة نحو السماء...

هدنة على صفيح ساخن.. إسرائيل تتأهب لجولة جديدة من الحرب مع إيران

رغم الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل...

خلايا رقمية ومخططات قاتلة.. كيف حاولت إيران اغتيال وزير الدفاع الإسرائيلي؟

في تصعيد خطير يكشف عن تطور أساليب الحرب الاستخباراتية،...

بعد وقف الحرب الإيرانية.. الحوثيون يدخلون على خط التحدي الصاروخي لإسرائيل

في تطور جديد ينذر باتساع رقعة الاشتباك الإقليمي، أعلنت...

من تحت الأنقاض إلى صدارة الصراع.. ” فوردو” وإعادة تموضع نووي إيراني

في عمق الأرض وتحت الجبال، تستفيق منشأة "فوردو" من...

هجوم رقمي مدمر.. قراصنة يضربون قلب المال الإيراني في ذروة التصعيد

في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مشدودة نحو السماء بفعل الصواريخ والغارات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، كانت هناك حرب أخرى تدور في الظل، لكنها لا تقل تأثيرًا، حرب سيبرانية استهدفت العمق المالي لإيران، بضربات دقيقة وجريئة، نفذتها مجموعة قرصنة يُعتقد أنها موالية لإسرائيل.

اختراق إلكتروني يضرب النظام المصرفي الإيراني

كشفت تقارير غربية، أن مجموعة قراصنة تُطلق على نفسها اسم “سبارو المفترسة” تمكنت من شل بنك “سبه” الإيراني، أحد أهم أذرع الحرس الثوري في التعاملات المالية الدولية.

البنك، الذي يستخدم لتمويل عمليات الحرس وتغطية المدفوعات للموردين الخارجيين، شهد انهيارًا في خدماته الإلكترونية، ما تسبب في فوضى مصرفية على مستوى البلاد.

وأعلنت المجموعة، عبر منصة “إكس”، أنها استهدفت ما أسمته “شرايين الاقتصاد الحرس الثوري”، داعية الإيرانيين إلى سحب أموالهم فورًا، فيما بدا وكأنه حرب نفسية مرافقة للهجوم الفني.

العملات الرقمية.. ساحة اختراق موازية

لم تتوقف العملية عند حدود الأنظمة المصرفية، إذ اخترقت “سبارو” أيضًا منصة “نوبیتكس”، أكبر بورصة للعملات المشفرة في إيران، واستطاعت -وفق ما نقل عن تقارير اقتصادية – سحب ما يقارب 100 مليون دولار من حسابات متعددة.

وأدى الهجوم إلى شلل كامل في خدمات “نوبیتكس”، ما أجبرها على إغلاق مؤقت، وترك عشرات آلاف المستخدمين في حالة من الذعر، بعد أن فقدوا القدرة على الوصول إلى أموالهم.

الحكومة ترد بقطع الإنترنت.. والمخاوف تتصاعد

جاء الرد الإيراني سريعًا لكنه تقليديًا، قطع الإنترنت عن عدة مناطق، وحجب مواقع أجنبية، إلى جانب تحذيرات صارمة للمواطنين بعدم استخدام الهواتف والتطبيقات غير الإيرانية.

وتوسعت الإجراءات لتشمل منع استخدام الأجهزة الذكية في المؤسسات الحكومية، خوفًا من أن تكون عرضة لاختراقات استخباراتية من جهات إسرائيلية أو حلفائها.

أهداف الجهة المهاجمة: شل الاقتصاد وإرباك النظام

رسائل “سبارو المفترسة” لم تكن تقنية فحسب، بل سياسية الطابع، دقيقة الأهداف، فالهجوم استهدف مؤسسات توفر تمويلاً حيويًا للحرس الثوري، وفي لحظة حساسة تتزامن مع المواجهات العسكرية في الميدان، والضغوط الغربية المتزايدة على طهران.

ويرى مراقبون، أن العملية تحمل بصمة استراتيجية إسرائيلية، حتى لو لم يتم تبنيها رسميًا، وذلك بالنظر إلى مستوى التعقيد في التنفيذ، واختيار التوقيت.

إسرائيل لا تؤكد.. لكن الرسائل واضحة

رغم أن السلطات الإسرائيلية لم تعلن رسميًا وقوفها خلف الهجمات، فإن شخصيات إسرائيلية مرموقة في مجال الأمن السيبراني ألمحت إلى وجود تنسيق، أو على الأقل توافق ضمني في الأهداف.

وقال ديدي لافيد، الرئيس التنفيذي لشركة “سايفرز” للأمن السيبراني: إن “أنماط الهجوم، والتوقيت، والخطاب المصاحب، كلها تُشير إلى جهة قريبة من إسرائيل أو تعمل بتنسيق معها”.

وقف إطلاق نار لا يوقف الحرب الرقمية

في حين أعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد 12 يومًا من التصعيد، تستمر الحرب في الفضاء الرقمي.

ويجمع محللون أمنيون، أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الهجمات الإلكترونية الانتقائية التي تستهدف بنية إيران التحتية، المالية والعسكرية على حد سواء.

spot_img