في تصعيد خطير يكشف عن تطور أساليب الحرب الاستخباراتية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن إحباط مخطط اغتيال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، يقف خلفه جهاز المخابرات الإيراني، مستعينًا بخلايا داخل إسرائيل تم تجنيدها عبر الإنترنت واستغلال العملات المشفرة.
تجنيد عبر التليغرام وتنفيذ على الأرض
بحسب ما أوردته قناة “12” الإسرائيلية، بدأت خيوط العملية عندما تم تجنيد الشاب الإسرائيلي روي مزراحي 24 عامًا عبر تطبيق “تليغرام” من قبل عميل إيراني يدعى “أليكس”.
لم يكن مزراحي وحده، إذ تمكن من إقناع صديقه ألموغ أتياس بالمشاركة في المهام، وتطورت الأمور بسرعة إلى عمليات تصوير حساسة وتنفيذ أوامر مشبوهة.
مواقع أمنية تحت المراقبة
قام الشابان بتصوير مقر جهاز الشاباك، وأبراج عزرائيلي في تل أبيب، وأماكن استراتيجية أخرى.
كان الهدف إرسال هذه الصور إلى المشغّلين الإيرانيين، في خطوة تؤكد وجود رغبة في توجيه ضربات دقيقة داخل العمق الإسرائيلي.
لاحقًا، تم تكليفهما بتركيب كاميرات تجسس قرب منزل الوزير كاتس في بلدة كفار أحيم، إلا أن وجود دورية أمنية جعلهما يتراجعان عن العملية، ويقومان بالتخلص من المعدات في منطقة عشبية قريبة.
العملة المشفرة والسلاح القاتل
ولم يتوقف التواصل عند هذا الحد. فقد كلف عميل ثاني، يدعى “جيتز”، مزراحي بنقل حقيبة زرقاء تحتوي على متفجرات إلى موقع قريب من منزل كاتس، على أن يتم تفجيرها عند مرور الوزير.
ومقابل هذه المهمة، تم تحويل الأموال له بالعملة المشفرة، في محاولة لإخفاء آثار التمويل.
الأخطر من ذلك، أن مزراحي احتفظ بقطعة من المتفجرات في منزله، ما اعتبره المحققون دليلًا إضافيًا على نيته في تنفيذ العملية.
مخططات متعددة في توقيت واحد
العملية لم تكن منعزلة، بل جاءت ضمن شبكة واسعة من المخططات الإيرانية التي تزامنت مع اندلاع الحرب الأخيرة مع إيران، والتي استمرت 12 يومًا.
وبحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، فإن الصور والمعلومات التي جمعتها هذه الخلايا، استخدمت لاحقًا لتحديد أهداف للهجمات.
تصاعد عمليات التجسس الإيرانية في إسرائيل
ولا تقف قضية مزراحي وأتياس وحيدة، إذ شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الاعتقالات في صفوف الإسرائيليين بتهم التجسس لصالح طهران.
من بين الحالات اللافتة، تورط شاب بجمع معلومات عن زوجة ابن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وآخر تم اتهامه بتصوير منازل مسؤولي الدفاع.
وفي مايو، اتُهم شاب يبلغ من العمر 18 عامًا بمحاولة التجسس على رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أثناء وجوده في المستشفى، بينما ألقت السلطات القبض في يناير على جنديين من الاحتياط بتهمة تسريب معلومات حول منظومة “القبة الحديدية”.
أمن إسرائيل في مرمى الاختراق الرقمي
تعكس هذه التطورات نقلة نوعية في الحرب الإيرانية غير التقليدية، إذ لم تعد الهجمات تقتصر على ساحات المعارك أو الضربات الصاروخية، بل باتت المعركة تجري في ساحات رقمية ومظلمة، عبر تطبيقات مشفّرة وشبكات محلية من العملاء.
ويبدو أن إيران باتت تسعى لتوظيف الأدوات السيبرانية والمالية الحديثة لتنفيذ عمليات معقدة، بما في ذلك اغتيالات وتخريب داخلي، ما يفرض على تل أبيب رفع درجة التأهب الاستخباراتي لمواجهة تهديد لم يعد بعيدًا عن مؤسساتها وشوارعها.