ذات صلة

جمع

تعزيزات حوثية جديدة في اليمن.. هل ستكون لتصعيد محتمل أم استعداد لاستئناف الحرب؟

وسط تحذيرات متزايدة من انهيار التهدئة الهشة في اليمن،...

بين الهدنة والإهمال: إلى أين تتّجه غزة بعد وقف النار؟

بينما يتنفس سكان غزة الصعداء مع وقف إطلاق النار...

“الأسد الصاعد”: هل نجحت إسرائيل وأمريكا في تدمير القدرات النووية الإيرانية؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن العملية العسكرية التي...

تفكك على مراحل.. تنظيم الإخوان الإرهابي يواجه أخطر انقسام في تاريخه

يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي واحدة من أكثر لحظاته ظلمة...

بين النفي الأميركي والاتهامات المتبادلة.. هل بدأت إيران اللعب في الظل؟

بعد الهدنة التي أوقفت حربًا استمرت لـ12 يومًا، أكد...

تعزيزات حوثية جديدة في اليمن.. هل ستكون لتصعيد محتمل أم استعداد لاستئناف الحرب؟

وسط تحذيرات متزايدة من انهيار التهدئة الهشة في اليمن، دفعت جماعة الحوثي بتعزيزات عسكرية ضخمة نحو جبهات القتال، ما أثار مخاوف من أن تكون الجماعة تستعد لاستئناف العمليات العسكرية على نطاق واسع.

وكشفت مصادر مطلعة أن تلك التعزيزات شملت أكثر من 40 عربة عسكرية و19 شاحنة تقل مئات المجندين الجدد، غالبيتهم من الأطفال والمراهقين، جرى تجنيدهم مؤخراً عبر معسكرات صيفية ولجان تعبئة في مناطق سيطرة الجماعة.

مأرب وتعز والضالع.. جبهات على صفيح ساخن

ووفقًا للمصادر، انطلقت تلك التعزيزات من صنعاء ومحيطها ومن محافظة عمران، متجهة نحو محافظة مأرب، التي لطالما كانت نقطة اشتعال في النزاع اليمني، وأضافت أن 18 عربة عسكرية و7 شاحنات محملة بالمجندين شوهدت وهي تعبر الطريق الرابط بين البيضاء ومأرب، في الوقت ذاته الذي اندلعت فيه اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية والحوثيين على أطراف المدينة.

أما في محافظة تعز، فقد أرسلت الجماعة من محافظة إب وحدها أكثر من 13 آلية عسكرية و6 شاحنات محملة بمقاتلين، بالإضافة إلى إرسال 9 عربات و6 شاحنات أخرى نحو الضالع، ما يشير إلى خطة تصعيد أوسع تشمل جبهات متعددة.

فيما أن المجندون الجدد، بحسب ما أكدته المصادر، معظمهم من المراهقين الذين تم استقطابهم عبر معسكرات صيفية تنظمها الجماعة سنوياً، وتُروّج من خلالها لأفكارها العقائدية والعسكرية، ما يفتح الباب مجدداً أمام انتقادات حقوقية حول انتهاك حقوق الأطفال وتجنيدهم في ساحات القتال.

استحداث مواقع عسكرية ونقاط تفتيش

وفي سياق موازٍ، تحدث شهود عيان من محافظة إب عن مشاهدتهم لقوافل عسكرية حوثية تمر عبر مناطق مفرق جبلة والنجد الأحمر والخط الدائري الغربي، في طريقها إلى خطوط التماس جنوب غرب البلاد.

كما أشارت المصادر إلى قيام الحوثيين باستحداث ثكنات عسكرية ونقاط تفتيش جديدة في مواقع استراتيجية، في خطوة اعتبرها مراقبون مقدّمة لمرحلة تصعيدية جديدة تقوّض جهود السلام الهشة.

الحكومة اليمنية: تأهب ورفع للجاهزية

وردًا على هذه التحركات، أعلنت الحكومة اليمنية رفع حالة التأهب الأمني والعسكري لمواجهة أي تصعيد محتمل، وفي اجتماع حكومي عقد بمدينة عدن، قدّم وزيرا الدفاع والداخلية إحاطة شاملة عن الوضع الميداني ومستوى الجاهزية القتالية، مؤكدين التنسيق بين مختلف التشكيلات العسكرية لمواجهة التهديدات والتطورات المقبلة.

وبحسب وكالة “سبأ”، وجه مجلس الوزراء القوات العسكرية والأمنية بتكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب والخلايا النشطة المرتبطة بالحوثيين في المحافظات المحررة، والقيام بضربات استباقية لإفشال أي مخططات تهدف إلى زعزعة الاستقرار.

هل تنهار التهدئة؟

وتتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثي باستغلال فترات الهدوء لإعادة ترتيب صفوفها وشن حملات تجنيد واسعة، مما يعيد إلى الواجهة التساؤل الأكبر: هل نحن على أعتاب جولة حرب جديدة؟ وما مدى قدرة المجتمع الدولي على كبح جماح التصعيد قبل فوات الأوان؟

وتتزامن التحركات الحوثية الأخيرة مع تعثر جهود الوساطة الأممية في تثبيت اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، خصوصًا بعد التوترات الإقليمية المتزايدة في البحر الأحمر، ما يجعل من أي تصعيد في الداخل اليمني أداة ضغط إقليمية ضمن معادلة أكبر.

spot_img