ذات صلة

جمع

شروط واشنطن الجديدة تضع طهران بين الضغوط الاقتصادية وشبح المواجهة العسكرية

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد...

تهريب تحت المجهر.. طابعات عملة تكشف أبعاد الحرب الاقتصادية للحوثيين

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في اليمن عن إحباط محاولة...

ورقة “صواب” البحثية تفضح ازدواجية الإخوان وتدق ناقوس الخطر

في نهاية سبتمبر 2025، نشر مركز "صواب"، المبادرة المشتركة...

أسطول الصمود.. مواجهة بحرية مع إسرائيل تشعل غضباً دولياً

شهدت السواحل الشرقية للبحر المتوسط توتراً متصاعداً بعدما اعترض...

طرابلس تعتمد خطة أمنية جديدة لتثبيت الاستقرار وتقليل الاحتكاكات

أعلنت السلطات الليبية، الأربعاء، عن بدء تنفيذ سلسلة من...

الحوثيون يدخلون خط المعركة.. فهل تصمد إسرائيل على جبهة الجنوب؟

في تحوّل استراتيجي مفاجئ، أعلن الحوثيون في اليمن تنفيذ سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى باتجاه أهداف إسرائيلية في الجنوب، في خطوة وُصفت بأنها أول مشاركة مباشرة في الصراع الإيراني الإسرائيلي، ورغم أن غالبية الصواريخ تم اعتراضها، إلا أن التهديد المستمر فتح جبهة جديدة لم تكن نشطة منذ بداية الحرب.

هجوم مفاجئ من الجنوب.. هل رسالة إيرانية عبر صنعاء؟

وتحمل هذه الضربة الحوثية أبعادًا تتجاوز الطابع العسكري المباشر، فبحسب مراقبون هي رسالة من طهران مفادها أن لديها أدوات يمكنها الضغط على إسرائيل من مسافات بعيدة، وتعكس تنسيقًا ميدانيًا عالي المستوى بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين؛ مما يعني أن الهجمات ليست ارتجالية، بل جزء من حسابات إقليمية شاملة.

ويرى المراقبون، أنها ربما تستهدف هذه التحركات تحييد جزء من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، أو إجبار الجيش الإسرائيلي على توزيع قواته على أكثر من جبهة، ما يقلل من تركيزه على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا.

هل تصمد إسرائيل على جبهة الجنوب؟

ورغم تفوق إسرائيل التكنولوجي في مجال الدفاع الجوي، فإن التهديد الجنوبي يضعها أمام تحدٍ مزدوج من حيث التمدد الجغرافي للمعركة، ومن حيث استنزاف القبة الحديدية ونظام “حيتس” في وقت تواجه فيه تصعيدًا غير مسبوق في الشمال والشرق، وفق خبراء عسكريين.

وفي حال تكرار الهجمات من الجنوب، ستضطر إسرائيل إلى اتخاذ خطوات استباقية، قد تشمل ضربات جوية داخل الأراضي اليمنية، ما سيعني توسيع رقعة الحرب إقليميًا وفتح الباب أمام ردود فعل دولية.

هل تدخل الحوثيين خطوة رمزية أم بداية حرب جديدة؟

وأكد محللون، أن طبيعة المشاركة الحوثية ما تزال غير واضحة المعالم بالكامل فإذا توقفت عند هجمات رمزية دعائية، فالأثر الميداني سيكون محدودًا، أما إذا استمر التصعيد بوتيرة متصاعدة، فقد يفتح الباب أمام اشتباك مباشر بين إسرائيل ومكونات محور المقاومة من اليمن حتى لبنان.

وتشير بعض التقارير إلى وجود تحركات لوجستية داخل اليمن لنصب منصات صواريخ جديدة موجهة نحو البحر الأحمر؛ مما يعكس نية حوثية لتكثيف العمليات.

تقديرات استراتيجية: ماذا بعد؟

لذا فالسيناريوهات المستقبلية تحمل أكثر من احتمال: أولها تصعيد محدود ومحسوب من الحوثيين لإبقاء الضغط دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الغرب، والثاني هو فتح جبهة حقيقية من الجنوب بالتنسيق مع إيران، في حال تطورت المواجهة إلى استخدام السلاح النووي أو سقوط أهداف حساسة داخل إيران.

أما الاحتمال الثالث هو رد إسرائيلي نوعي في اليمن قد يقلب الموازين، ويدفع الحوثيين إلى اتخاذ قرارات أكثر عدوانية.

هل تغيرت قواعد الاشتباك؟

ومع دخول الحوثيين على خط المواجهة يعيد تعريف معادلة الحرب في الشرق الأوسط، إذ لم تعد المعركة مقتصرة على إيران وإسرائيل، بل تحولت إلى حرب متعددة الجبهات تمتد من بحر قزوين حتى مضيق باب المندب.

وتبقى الأسئلة الكبرى معلقة، فهل تحولت صنعاء إلى جبهة بديلة لطهران؟، هل تستطيع إسرائيل احتواء هذا التهديد الجديد؟، وهل نشهد بداية لتدويل الصراع في حال استُهدفت مصالح أمريكية أو سعودية نتيجة التصعيد؟

ولكن مما لا شك فيه أن الجنوب لم يعد آمنًا، والحوثيون لم يعودوا ورقة محلية فقط، بل فاعل إقليمي يعيد رسم خرائط القوة في الشرق الأوسط.