ذات صلة

جمع

الحوثيون يدخلون خط المعركة.. فهل تصمد إسرائيل على جبهة الجنوب؟

في تحوّل استراتيجي مفاجئ، أعلن الحوثيون في اليمن تنفيذ...

مأرب على مفترق خطاب.. هل يهيئ الإخوان الأرضية لتقارب مع الحوثيين؟

في واقعة أثارت استغرابًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية...

حرب الظل تخرج إلى العلن.. هل تنهار قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل؟

في تحول خطير لحرب الظل الممتدة منذ سنوات، خرجت...

بوتين يدخل على خط النار.. مبادرة روسية لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران

في تحرّك دبلوماسي مفاجئ، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين...

قلق عربي.. هل تتحول المعركة الإسرائيلية – الإيرانية إلى نزاع إقليمي شامل؟

تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران يثير مخاوف عربية...

بوتين يدخل على خط النار.. مبادرة روسية لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران

في تحرّك دبلوماسي مفاجئ، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرة لإنهاء التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، بعد أيام من اندلاع مواجهات مباشرة بين الجانبين، هزّت المنطقة ودفعت العالم إلى شفير أزمة إقليمية كبرى.

مكالمة مطوّلة مع ترامب “بحث عن مخرج”

كشف يوري أوشاكوف، كبير مساعدي الكرملين، أن بوتين ناقش السبت، في مكالمة هاتفية امتدّت 50 دقيقة، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التطورات “الخطيرة” بين تل أبيب وطهران.

وأوضح أن الرئيس الروسي أدان خلال الاتصال الهجوم الإسرائيلي على المنشآت الإيرانية، معربًا عن “قلق بلاده العميق من خروج الأمور عن السيطرة”.

المكالمة، التي تناولت أيضًا ملفات أوكرانيا والعلاقات الثنائية، أبرزت رغبة موسكو في لعب دور الوسيط بين القوتين المتصارعتين.
ووفقًا لأوشاكوف، أكّد بوتين أن روسيا “مستعدة للتوسط الفوري” لوقف العمليات العسكرية، مكرّرًا عرضًا مماثلًا كان قد تقدّم به لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة.

تصعيد ميداني خطير: من حرب ظلّ إلى مواجهة مفتوحة

يأتي التحرك الروسي في أعقاب هجوم إسرائيلي واسع النطاق شنّته تل أبيب فجر الجمعة، تحت مسمّى “الأسد الصاعد”، واستهدف أكثر من 200 موقع إيراني، بما في ذلك منشآت نووية، ومصانع صواريخ، وقواعد للحرس الثوري.
العملية أسفرت عن مقتل قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، وفقًا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة هجمات صاروخية ومسيرة امتدّت لستّ موجات حتى الآن، استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، بما فيها العاصمة تل أبيب، وأوقعت ثلاثة قتلى وأكثر من 200 مصاب، إلى جانب أضرار مادية جسيمة.

وسائل إعلام إسرائيلية وصفت الوضع بأنه “حدث غير مسبوق”، مشيرة إلى تعرّض “موقع استراتيجي” لهجوم مباشر، وسط تعتيم عسكري مشدّد وفرض رقابة صارمة على نشر التفاصيل.

موسكو تتوسط.. وواشنطن تراقب

رغم أن الهجوم الإسرائيلي تمّ بدعم ضمني من الولايات المتحدة، فإن إدارة ترامب أبدت استعدادًا للاستماع إلى مقترحات موسكو بشأن التهدئة، دون أن تصدر واشنطن أي تعليق رسمي يؤكّد أو ينفي ذلك حتى الآن.

ويعكس هذا الموقف توازنًا حساسًا تحاول واشنطن الحفاظ عليه بين دعمها التقليدي لتل أبيب، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تؤثر على مصالحها في الخليج وأوروبا الشرقية.

دبلوماسية الفرصة الأخيرة؟

ويأتي عرض بوتين في وقت تُبذل فيه جهود حثيثة داخل أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة لمحاولة احتواء الأزمة، وسط تحذيرات دولية من أن استمرار التصعيد قد يقود إلى صدام إقليمي واسع، ويعيد خلط أوراق التحالفات في الشرق الأوسط.

ويطرح المراقبون تساؤلات جادّة حول قدرة موسكو على لعب دور فعلي في ظلّ انشغالها بالحرب في أوكرانيا، لكن توقيت المبادرة الروسية يشير إلى رغبة الكرملين في استعادة دوره كقوة ضامنة للاستقرار في الإقليم.
ومع استمرار القصف، وانهيار “قواعد الاشتباك” القديمة، تبدو المنطقة أمام مفترق طرق، إما نحو انفجار كبير يشعل الإقليم، أو إلى نافذة دبلوماسية ضيقة تحاول موسكو فتحها قبل فوات الأوان.

spot_img