من أجل كسر جدار الخوف والخذلان الذي راكمته سنوات من التجويع والإقصاء والفساد، تحت سلطة محلية يسيطر عليها حزب الإصلاح الذراع الإخواني لجماعة الاخوان لإرهابية، خرجت نساء مدينة تعز اليمنية عن صمتهن.
كما أن الحراك النسائي المكثف الذي شهدته المدينة، خلال اليومين الماضيين، لم يكن وليد لحظة غضب عابرة، بل نتيجة تراكم طويل الأمد من الانهيار المعيشي وغياب الخدمات وانفلات أمني بات يقضّ مضاجع المدنيين.
صرخة نساء تعز.. ضد فساد الإخوان المزمن
الحراك النسوي الذي انتشر صداه على مواقع التواصل الاجتماعي، حمل مطالب واضحة ومباشرة من بينها، توفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، ضبط الأمن، مواجهة ارتفاع الأسعار، ووضع حدّ لحالة العبث التي تطال الحياة اليومية للمواطنين.
كما أن النساء المشاركات لم يكنّ من نشطاء السياسة أو وجوه النضال المعروفة، بل مواطنات عاديات قادتهن الحاجة اليومية إلى الفعل العلني بعدما لم تترك السلطة المحلية أي خيار آخر.
وفي مدينة أنهكتها الحرب والحصار، وأحكمت جماعة الإخوان قبضتها على مفاصل القرار فيها، أصبحت المطالب المعيشية بمثابة ترف غير متاح.
السلطة المحلية في تعز، وفق روايات سكان محليين، تحوّلت إلى شبكة من النفوذ والمحسوبية، حيث يُمنح الولاء السياسي أولوية على حساب الكفاءة والخدمة العامة.
مناشدات للرئاسة لمحاسبة الإخوان في تعز
وحسب تقارير إعلامية واردة، فإن الأصوات النسائية المتصاعدة طالبت بتدخل رئاسي عاجل لإعادة ضبط بوصلة الإدارة المحلية، ومحاسبة المسؤولين المتورطين في الفساد، وتجاوزات الأجهزة العسكرية والأمنية التي يقال إنها توفر الحماية لنافذين يستغلون موارد الدولة ويحتلون منازل نازحين دون رادع.
وتعيش تعز واحدة من أكثر فصولها قتامة، حيث الانفلات الأمني بلغ مستويات غير مسبوقة، وارتفعت نسب الجريمة بشكل لافت، وسط شبه غياب كامل للرقابة أو المحاسبة.
كما أن هذه المعاناة تنعكس بشكل مباشر على النساء، اللواتي يدفعن ثمن انهيار الخدمات في تفاصيل حياتهن اليومية، من انقطاع الماء في المنازل، إلى صعوبة توفير الغذاء والدواء لأسرهن.
نهاية زمن الإخوان
قد لا يغير هذا الحراك النسوي ميزان القوى بشكل فوري، لكنه يمثل شرارة أولى لتحرك أوسع قادم، فحين تخرج النساء إلى الشارع، فذلك إعلان غير مباشر بأن الصبر نفد، وأن زمن الصمت لم يعد خيارًا.
وتعز، بكل ما فيها من أوجاع، تُعلن من خلال نسائها أن الحلم بدولة تحترم شعبها لم يمت بعد، وأن الفساد مهما طال أمده لا يمكنه أن يصمد أمام غضب الجوعى والمهمشين.