منذ 17 نوفمبر الماضي، تداولت الصحف الأميركية اتجاه إدارة الرئيس دونالد ترامب لإعلان الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية قبل مغادرة منصبه في يناير القادم، حيث يريد وزير الخارجية مايك بومبيو إسراع تلك الخطوة، لزيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، ويبدو أن ذلك الأمر بات قريبا بشدة.
ونقلت مصادر أميركية لصحيفة “واشنطن بوست” أنه من المحتمل أن يعلن وزير الخارجية مايك بومبيو تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، خلال هذا الأسبوع، حيث يضع اللمسات الأخيرة على القرار.
وذلك عقب المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات في محافظة الحديدة بغربي اليمن والتي راح ضحيتها 14 مدنياً، والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه “هجوم مروع وخرق واضح للقانون الإنساني الدولي”.
وفي منتصف الشهر الماضي، نقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، عن مصادر دبلوماسية بواشنطن، أن ترامب يتجه لإعلان الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية قبل مغادرة منصبه في يناير القادم، حيث يريد وزير الخارجية مايك بومبيو إسراع تلك الخطوة، في إطار جهود الإدارة الجمهورية بهدف زيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة قبل رحيل ترامب، وفي الوقت نفسه لتعقيد جهود الرئيس المنتخب جو بايدن تجاه إعادة التفاوض مع إيران فيما يخص برنامجها النووي.
وعلق على ذلك الأمر، السيناتور كريس مورفي، عضو الحزب الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بأنه في حال تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية سيكون ذلك محاولة واضحة من قبل إدارة ترامب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلية، مضيفا: “أنه لا شك في أن الحوثيين قادوا حملة عسكرية شرسة تسببت في تجويع وسجن وقتل العديد من المدنيين، وأن الحوثيين وداعميهم الماليين يخضعون بالفعل للعقوبات الأميركية، لذلك فإن الأثر العملي لتلك الخطوة سيكون فقط للدفع بالتفاوض مع قادة الحوثيين أكثر صعوبة”.
كما أوردت “فورين بوليسي” نقلا عن مسؤولين أميركيين وآخرين مطلعين على القضية، ترجيحهم أن تتجه الإدارة الأميركية لتصنيف قادة الحوثي كإرهابيين، بدلا من تصنيف الميليشيا بأكمها، لتجنب تعرض أي دولة أو منظمة إنسانية تقدم الدعم للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي للعقوبات الجنائية.
وأشارت إلى أنه خلال الأشهر الماضية، طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث، الإدارة الأميركية بالتراجع عن تصنيف الحوثيين، فيما ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتدخل لدى بومبيو.
وأثارت تلك الخطوة جدلا عالميا، حيث طالبت غوتيريش كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بإعادة النظر في خطط إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية، بينما ضغطت ألمانيا والسويد على واشنطن من أجل التراجع عن هذه الخطوة.
وفي 2018، طرحت إدارة ترامب فكرة تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، لكنها لم تتخذ خطوات فعالة لاحقا، إثر المخاوف من تأثير ذلك على توصيل المساعدات الإنسانية لليمن.