ذات صلة

جمع

تحولات قاتلة.. من منابر الإخوان إلى ميادين داعش

في تطوّر يعكس عمق الانهيار الفكري والتنظيمي لجماعة الإخوان...

مليار ريال مفقودة.. وفضيحة تهدد شرعية حزب الإصلاح في تعز

https://arabefiles.com/arabefiles/18266/ فقد أثار تقرير ميداني جدلاً واسعًا، حول استحواذ تشكيلات...

الميليشيات الإيرانية في مرمى دمشق.. تصدع الولاء أم إعادة تموضع؟

في مشهد غير مألوف في سياق العلاقات السورية الإيرانية،...

الجنوب اللبناني على صفيح ساخن.. معادلة الردع تترنح

عاد الجنوب اللبناني ليكون بؤرة اشتعال إقليمي بعد هدوء...

زيارة ترامب للسعودية.. صفقات تاريخية وتحالفات استراتيجية تعيد رسم خريطة المنطقة

في اليوم الأول من زيارته إلى المملكة العربية السعودية، دشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما وصفه مراقبون بأنه “تحول استراتيجي في العلاقات الأميركية – الخليجية”، وسط ترحيب رسمي سعودي وحضور عربي ودولي لافت.

وأثمرت الزيارة، التي تندرج ضمن ما سمّاه ترامب “رحلة الشرق الأوسط”، عن جملة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية غير المسبوقة، بالإضافة إلى رسائل سياسية حادة تجاه إيران وسوريا، وتلميحات واضحة حول مستقبل التطبيع في المنطقة.

صفقة تسليح هي الأضخم في تاريخ العلاقات السعودية – الأميركية

وفي أبرز مخرجات اليوم الأول، أعلن ترامب التوصل إلى صفقة دفاعية بقيمة 142 مليار دولار مع المملكة، تشمل تزويدها بمنظومات دفاعية متقدمة، في خطوة قال إنها تهدف إلى “تعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات المشتركة”.

وتأتي هذه الصفقة ضمن إطار استراتيجي يشمل تطوير قدرات الردع السعودية في ظل تصاعد التوترات مع إيران واستمرار التهديدات الحوثية على حدود المملكة.

اتفاقيات استثمارية تفوق 400 مليار دولار

وعلى الصعيد الاقتصادي، كشف ترامب عن اتفاقيات استثمارية ضخمة بقيمة تتجاوز 400 مليار دولار، تشمل مشاريع حيوية داخل المملكة مثل مطار الملك سلمان الدولي ومدينة القدية الترفيهية، إلى جانب استثمارات سعودية في البنية التحتية والطاقة داخل الولايات المتحدة.

وهذه الاتفاقيات، بحسب مسؤولين من الطرفين، تشكل نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي، وتؤكد انخراط الرياض في خطة تنويع الاقتصاد وفق رؤية السعودية 2030.

مواجهة التطرف والإرهاب

وفي خطابه أمام القادة العرب والمسلمين، شدد ترامب على أن “المنطقة لن تستقر إلا بتكاتف شعوبها ضد قوى الظلام”، معلنًا عن افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض.

ويأتي هذا المركز كثمرة تعاون بين الولايات المتحدة ودول عربية وإسلامية، ويهدف إلى رصد الخطاب المتطرف ومعالجته فكريًا وتقنيًا، في ظل التحديات التي تمثلها الجماعات المسلحة في المنطقة، وعلى رأسها “داعش” و”القاعدة”.

رسائل سياسية تجاه سوريا وإيران

وأطلق ترامب رسائل مفاجئة بخصوص الملف السوري، حيث أعلن عن نية بلاده رفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا أن “الفرصة ما تزال قائمة أمام الشعب السوري للنهضة”.

أما في الملف الإيراني، فجدد ترامب انتقاده الحاد لسلوك طهران، داعيًا النظام الإيراني إلى “التوقف عن دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة”، وتؤشر هذه التصريحات إلى رغبة في إعادة ترتيب الأولويات الأميركية في الشرق الأوسط، مع تحذير واضح لطهران بشأن أنشطتها في العراق ولبنان واليمن.

التطبيع الإقليمي

وفي إشارة واضحة إلى مسار الاتفاقيات الإبراهيمية، أعرب ترامب عن أمله في انضمام السعودية إليها، قائلًا: “سيكون يومًا تاريخيًا عندما توقع السعودية اتفاق سلام مع إسرائيل، لكنني أدرك أن ذلك سيتم في التوقيت الذي تراه الرياض مناسبًا”.

وتعكس هذه التصريحات استمرار الضغوط الأميركية لتوسيع دائرة التطبيع، في حين ما تزال السعودية تؤكد تمسكها بالمبادرة العربية للسلام.

العلاقات الأميركية – السعودية: إشادة وتقدير متبادل

وأمام منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي، عبّر ترامب عن سعادته بالزيارة، واصفًا إياها بـ”التاريخية”، وقال: “فخور بالعودة إلى المملكة، وشرف عظيم أن أُستقبل بهذا الحفاوة”.

وأكد أن السعودية تشهد “تحولًا كبيرًا ورائعًا بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان”، مضيفًا أن “المنطقة باتت أكثر أمانًا واستقرارًا وقدرة على مواجهة التطرف”.

ما الذي تعنيه هذه الزيارة لمستقبل المنطقة؟

لذا أعادت زيارة ترامب الأولى للسعودية تأكيد مركزية المملكة في الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، كما أظهرت تحولًا في النهج الأميركي من التردد إلى الشراكة الوثيقة في قضايا الأمن والتنمية.

ويشير محللون، أن الصفقات المعلنة تحمل أبعادًا تتجاوز المال والسلاح، إذ إنها تسعى لإعادة صياغة موازين القوى في مواجهة إيران، وخلق بيئة إقليمية جديدة تدفع نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي، ومن المتوقع أن تترك هذه الزيارة بصمات طويلة الأمد على مسار العلاقات الخليجية – الأميركية، خصوصًا مع اقتراب استحقاقات إقليمية حاسمة.

كما ذكرت تقارير لاحقة، أن بعض مكونات صفقة التسليح شملت أنظمة باتريوت وتكنولوجيا الحرب الإلكترونية والطائرات المقاتلة، وتم توقيع مذكرات تفاهم بين شركة “أرامكو” السعودية وشركات أميركية في مجالات الطاقة المتجددة والتكرير والبتروكيماويات، كما أن الزيارة تزامنت مع انعقاد ثلاث قمم: القمة السعودية الأميركية، القمة الخليجية الأميركية، والقمة العربية الإسلامية الأميركية، ما أعطاها زخمًا دبلوماسيًا غير مسبوق.

spot_img