يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة مع تفاقم الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الغذائية.
ودقت منظمات دولية كبرى، من بينها برنامج الأغذية العالمي والأونروا والأمم المتحدة، ناقوس الخطر، محذرة من أن غزة باتت على أعتاب مجاعة شاملة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.
ووسط تراكم شحنات المساعدات عند المعابر دون إذن بالمرور، ومع انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، ترتفع التحذيرات من كارثة غذائية قد تتحول إلى إبادة جماعية بطيئة في حال استمرار الوضع الحالي.
برنامج الأغذية العالمي يدق ناقوس الخطر
ومن ناحيته، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن نفاد جميع مخزوناته الغذائية في قطاع غزة، محذرًا من أن السكان يواجهون مستويات كارثية من الجوع.
وأوضح البرنامج، أن أكثر من 100 ألف طن من المساعدات الغذائية ما زالت مكدسة بالقرب من الممرات الإنسانية، في انتظار السماح بدخولها إلى القطاع المحاصر .
تحذيرات أممية من كارثة غذائية وشيكة في غزة
كما حذرت الأمم المتحدة من أن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة يموتون جوعًا أمام أعين العالم، مشيرة إلى أن الظروف المعيشية في القطاع مميتة.
وأكدت أن إيجاد بديل لوكالة الأونروا يقع على عاتق إسرائيل، التي أنهت اتفاقية التعاون مع الوكالة، مما يهدد بانهيار عملياتها الإنسانية في غزة .
الأونروا: مجاعة وشيكة في شمال غزة
فيما أعرب المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، عن قلقه من احتمال حدوث مجاعة في شمال قطاع غزة، مشيرًا أن إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح من خلال حرمان السكان من الأساسيات، بما في ذلك الطعام.
وأوضح أن المساعدات التي تدخل إلى القطاع لا تمثل سوى 6% من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة أزمة الجوع .
إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية
بينما تواجه إسرائيل اتهامات متواصلة باستخدام التجويع كسلاح خلال حربها في قطاع غزة، وأكد برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 100 ألف طن من المساعدات الغذائية ما زالت مكدسة قرب الممرات الإنسانية، في انتظار الدخول إلى غزة وتوزيعها على آلاف العائلات الجائعة .
دعوات دولية لوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات
كما أفادت منظمة أوكسفام البريطانية، بأن معظم الأطفال في غزة يعيشون الآن على أقل من وجبة طعام واحدة في اليوم.
وأكدت تقارير حديثة أن سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنسبة تقارب 100%، فيما وصلت قطاعات ومرافق حيوية إلى مرحلة الانهيار .
وجدد برنامج الأغذية العالمي دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع المحاصر، مشددًا على أن الجوع منتشر في أنحاء غزة، وأنهم لم يتمكنوا من تأمين سوى ثلث الغذاء الذي يحتاجونه لدعم الفلسطينيين .
ومع استمرار تعثر وصول المساعدات الإنسانية واستفحال أزمة الغذاء، يبدو أن قطاع غزة يواجه اختبارًا وجوديًا صعبًا أمام مرأى ومسمع العالم، وبينما تواصل الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة تحذيراتها العاجلة من كارثة إنسانية وشيكة، لا تزال الجهود الدولية لإجبار إسرائيل على فتح المعابر عاجزة عن تحقيق انفراجة حقيقية.
في ظل هذا المشهد القاتم، تبقى حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين معلقة بين حصار خانق وصمت دولي مخزٍ، بينما تتسارع المؤشرات نحو وقوع مجاعة شاملة تهدد بتحويل غزة إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، إذا لم يتم التحرك العاجل والفاعل لوقف هذه المأساة.
