في خطوة مفاجئة، تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية مع بكين وتعزيز فرص التوصل إلى اتفاق تجاري.
ووفقًا لتقارير صحفية، فإن البيت الأبيض يفكر في خفض هذه الرسوم من المستوى الحالي البالغ 145% إلى ما بين 50% و65%، وذلك كجزء من مفاوضات جارية مع الجانب الصيني.
ترامب: “سأكون لطيفًا جدًا مع الصين”
كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية “بشكل كبير”، مؤكدًا أن النسبة الحالية البالغة 145% “ستتراجع بشكل كبير، لكنها لن تصل إلى الصفر”.
وتأتي هذه التصريحات في إطار مساعٍ لتهدئة التوترات التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
من جانبه، وصف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت الوضع الحالي بأنه “غير مستدام”، مشيرًا أن الرسوم المرتفعة تسببت في “صدمة سلبية كبيرة” للاقتصاد العالمي، وأضاف: أن هناك حاجة لإعادة التوازن في العلاقات التجارية بين البلدين.
كما أكدت مصادر مطلعة، أن أي تخفيض محتمل في الرسوم سيكون مرتبطًا بنتائج المفاوضات الثنائية، ولن يتم بشكل أحادي، وأيضًا يُدرس تطبيق نظام رسوم متدرج، بحيث تُفرض رسوم أقل (حوالي 35%) على السلع التي لا تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، بينما تُفرض رسوم أعلى (تصل إلى 100% أو أكثر) على السلع ذات الأهمية الاستراتيجية.
الأسواق تنتعش بعد إشارات إيجابية من واشنطن
فيما تفاعلت الأسواق المالية الأمريكية بإيجابية مع هذه الأنباء، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 3.3%، مدعومًا بتصريحات ترامب التي أبدى فيها تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين يؤدي إلى خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير.
وتأتي هذه التطورات بعد تصعيد متبادل في السياسات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرضت واشنطن رسومًا جمركية تصل إلى 145% على الواردات الصينية، وردت بكين بفرض رسوم انتقامية بنسبة 84% على المنتجات الأمريكية.
بكين تطالب بالاحترام المتبادل وتندد بالضغوط الأمريكية
وفي المقابل، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قلقه من أن الرسوم الجمركية الأمريكية تقوض “الحقوق المشروعة” للدول، داعيًا إلى احترام متبادل في المفاوضات .
ويرى المراقبون، أن هذه الخطوة قد تمثل بداية لانفراجة في الحرب التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة إذا ما أفضت المفاوضات إلى نتائج ملموسة تخفف من حدة التوترات وتعيد الاستقرار للأسواق العالمية.
وبينما تظل التفاصيل النهائية قيد التفاوض، تشير التصريحات الأخيرة من الجانبين إلى رغبة مشتركة في التوصل إلى حل يخفف من حدة التوترات التجارية، لذا يبقى تحديد كيف ستتطور هذه المفاوضات في الأسابيع المقبلة، وما إذا كانت ستؤدي إلى اتفاق يعيد الاستقرار للعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.