كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي ترددًا في مواصلة رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، خشية أن يُؤدي التصعيد المستمر إلى تقويض العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورغم تصريحات ترامب بأنه تلقى اتصالات من مسؤولين صينيين يمثلون الرئيس شي جين بينغ لبدء مفاوضات، إلا أنه تهرّب من الإجابة بشكل مباشر عندما سُئل عن حدوث تواصل شخصي بينه وبين شي.
إشارات إلى مرونة محتملة
وفي سياق متصل، أشار ترامب إلى استعداده للنظر في خفض الرسوم الجمركية في حال تحققت تسويات تجارية كبرى، مؤكدًا أن العلاقة بينه وبين الرئيس الصيني “جيدة جدًا” وأن التواصل “تم مرات عدة”، وأوضح: “لو كنت تعرف شي، لعرفت أنه مطّلع على كل التفاصيل، ويُدير الأمور بصرامة وذكاء”.
وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تصعيدًا حادًا، حيث فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة رفعت إجمالي التعريفات إلى 145% على البضائع الصينية، بينما ردّت بكين بفرض رسوم وصلت إلى 125% على المنتجات الأمريكية، حسب ما أوردته الوكالة.
ويبدو أن الطرفين لا يزالان متمسكين بموقفهما العلني، إذ أكد البيت الأبيض أن على الصين المبادرة بالتواصل، في حين وصفت بكين المطالب الأمريكية بأنها “غير واضحة”.
تيك توك: محور اقتصادي وسياسي
وتتزامن هذه التوترات مع محادثات مستمرة حول مستقبل تطبيق “تيك توك” داخل الولايات المتحدة، حيث سبق لترامب أن أشار إلى أن اعتراضات الصين على الرسوم الجمركية قد أعاقت صفقةً كانت قيد التفاوض لبيع عمليات التطبيق.
وفي تصريحاته، وصف ترامب الصفقة بأنها “جيدة للصين”، مؤكدًا رغبة بكين في الوصول إلى تفاهمات، خاصة مع شركات كبرى أمريكية كانت ضمن دائرة التفاوض.
احتمالات خفض الرسوم مقابل تنازلات
وعندما طُرح عليه سؤال بشأن ما إذا كان مستعدًا لإعادة النظر في الرسوم الجمركية في حال سحبت شركة “بايت دانس” الصينية استثماراتها من عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة، أجاب ترامب أن الأمر “قابل للنقاش”، مضيفًا: “إذا كنا نعقد صفقة، أعتقد أننا سنخصص خمس دقائق فقط للحديث عن تيك توك، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا”.
يُذكر أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بدأت فعليًا منذ عام 2018، حين بدأ ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق بهدف تقليص العجز التجاري الأمريكي مع الصين، ومواجهة ما وصفه بـ”الممارسات التجارية غير العادلة”.
لكن الضغوط السياسية الداخلية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وقلق المستثمرين الأمريكيين من تأثير استمرار التصعيد على سلاسل التوريد العالمية، دفعت الإدارة الأمريكية إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها.
ومن جانبها، تسعى بكين إلى الحفاظ على استقرار اقتصادي داخلي، لا سيما بعد التباطؤ الأخير في نمو الاقتصاد الصيني، وهو ما يجعل ملف الرسوم الجمركية والتطبيقات الرقمية الحساسة مثل “تيك توك” ورقة تفاوض حاسمة.