ذات صلة

جمع

“أكسيوس” يكشف.. ماذا دار في الاجتماع السري بين الموساد ومبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران؟

كشف موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين كثّفوا جهودهم للتأثير...

مراوغة جمركية: ترامب يُلوّح بالتراجع ومفاوضات خفيّة مع بكين تفتح الباب للتفاهم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي...

برًا وبحرًا.. “خريطة تهريب إيرانية” جديدة عبر السودان وليبيا ومصر لدعم حزب الله

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، في...

ما بعد الانسحاب.. سباق القوى على النفوذ في سوريا

في خطوة أربكت حسابات الإقليم، أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل...

تحالفات الظل في سوريا.. تركيا وإسرائيل على طاولة واحدة “رغم التصعيد”

بينما يشتعل المشهد السوري بتعقيداته العسكرية والسياسية، تبرز تطورات غير معتادة على الهامش، تحمل في طياتها إشارات لتفاهمات غير معلنة بين خصمين إقليميين سابقين، تركيا وإسرائيل.

ففي الوقت الذي يتبادل فيه الطرفان تصريحات نارية على المنابر العلنية، يتواصلان بعيدًا عن الأضواء عبر قنوات خلفية، هدفها المشترك هو تفادي الصدام المباشر في الساحة السورية، والحفاظ على مصالح استراتيجية تتقاطع أحيانًا وتتضارب أحيانًا أخرى.

لقاءات هادئة في ظل صخب الحرب

خلال الأسبوع الماضي، شهدت العاصمة الأذرية باكو لقاءات “تقنية” جمعت وفدين أمنيين من أنقرة وتل أبيب، لبحث سبل تخفيف التوتر ومنع التصادم فوق الأراضي السورية.

ورغم فشل هذه الجولة في الوصول إلى اتفاق واضح، إلا أن المؤشرات القادمة من العاصمتين تؤكد على رغبة الطرفين في إبقاء باب التنسيق مفتوحًا. ويبدو أن هناك قناعة متزايدة لدى الجانبين بأن المواجهة المباشرة في سوريا لا تخدم أياً منهما، خاصة في ظل احتدام صراع النفوذ مع أطراف أخرى، مثل إيران وروسيا.

الخطاب المزدوج..حزم علني ومرونة خفية

في العلن، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق تحذيراته لإسرائيل من مغبة مواصلة عملياتها الجوية داخل الأراضي السورية، معتبرًا إياها استفزازًا مرفوضًا ومحاولة لنسف ما تبقى من مكتسبات الثورة السورية.

أما خلف الكواليس، فتبدو اللهجة التركية أكثر مرونة، إذ تُنقل رسائل مفادها أن أنقرة لا تسعى إلى مواجهة مباشرة، بل تهدف إلى تثبيت موطئ قدم استراتيجي في الشمال السوري، يعزز نفوذها ويؤمن حدودها الجنوبية.

من جانبها، تواصل إسرائيل عملياتها شبه اليومية داخل سوريا، تحت ذريعة منع تموضع القوات الإيرانية ووكلائها، ولا تبدو على استعداد للتراجع عن سياسة “القصف الوقائي”، خاصة في ظل ما تعتبره فراغًا أمنيًا يهدد حدودها الشمالية.

ومع تنامي التواجد التركي العسكري في مناطق مثل تدمر، أبدت تل أبيب قلقها من احتمالية تحول هذه النقاط إلى منصات تهديد مستقبلية، رافضة بشكل قاطع أي إنشاء قواعد عسكرية تركية دائمة في العمق السوري.

موازين دقيقة وأرض رخوة

على الأرض، يبدو أن سوريا تحولت إلى ساحة اختبار دقيق لميزان القوى الإقليمي. فبينما تستند إسرائيل إلى تفوقها الجوي وقدراتها الاستخباراتية، تعتمد تركيا على نفوذها الميداني من خلال الفصائل المسلحة المتحالفة معها، ما يجعل من أي تصعيد بينهما أمرًا بالغ الحساسية.

فالقضية لم تعد فقط محصورة في المساحة السورية، بل باتت تمس مشاريع أوسع، تتعلق بإعادة رسم خرائط النفوذ على أطراف الهلال الخصيب.

توازنات المستقبل في مهب الريح

تستمر اتصالات “خفض التصعيد” بين أنقرة وتل أبيب في محاولة لصياغة تفاهمات ضمنية تمنع الانزلاق نحو مواجهة غير محسوبة. لكن غياب اتفاق صريح حتى الآن، وارتفاع منسوب الشكوك المتبادلة، يشيران إلى هشاشة هذا المسار.

spot_img