ذات صلة

جمع

“أكسيوس” يكشف.. ماذا دار في الاجتماع السري بين الموساد ومبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران؟

كشف موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين كثّفوا جهودهم للتأثير...

مراوغة جمركية: ترامب يُلوّح بالتراجع ومفاوضات خفيّة مع بكين تفتح الباب للتفاهم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي...

برًا وبحرًا.. “خريطة تهريب إيرانية” جديدة عبر السودان وليبيا ومصر لدعم حزب الله

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، في...

ما بعد الانسحاب.. سباق القوى على النفوذ في سوريا

في خطوة أربكت حسابات الإقليم، أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل...

مفاوضات نووية مرتقبة بين واشنطن وطهران: آمال معلّقة وتحديات قائمة.. فهل تنجح؟

عاد الملف النووي الإيراني ليتصدر عناوين السياسة الدولية من جديد بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء مفاوضات مباشرة مع طهران بشأن برنامجها النووي، وهو ما سارعت إيران إلى نفيه، مؤكدة أن أي محادثات ستكون غير مباشرة وبوساطة سلطنة عمان.

وبين التصريحات المتضاربة والتاريخ المعقّد بين الطرفين، تطرح التساؤلات حول فرص نجاح هذه المفاوضات، وما إذا كانت ستفتح الباب أمام تهدئة في منطقة مشحونة بالتوترات.

تصريحات متناقضة: مفاوضات مباشرة أم وساطة عمانية؟

وفي خطاب ألقاه مساء الإثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انطلاق مفاوضات مباشرة مع إيران، واصفًا إياها بـ”الخطوة المهمة نحو إنهاء خطر نووي يهدد العالم”.

لكن طهران سرعان ما نفت هذه التصريحات، حيث صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن “لا مفاوضات مباشرة مع واشنطن”، وأكد أن الاتصالات الجارية تقتصر على وساطة عمانية وأنها “في مراحل تمهيدية فقط”.

هذا التناقض يعكس عمق الفجوة بين الجانبين، ويثير الشكوك حول مدى الجدية في العودة إلى طاولة الحوار، خاصة في ظل غياب أي بيان مشترك أو إطار تفاوضي واضح حتى الآن.

تاريخ من التوترات والانفراجات المتقطعة

وبدأت قصة البرنامج النووي الإيراني مطلع الألفية، وتصاعدت حدته مع انسحاب إدارة ترامب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وعودة العقوبات الأمريكية بأقصى حدها، وردّت إيران بتكثيف أنشطتها النووية؛ مما زاد التوتر في المنطقة وأثار قلق المجتمع الدولي.

شهدت الأعوام الأخيرة محاولات أوروبية لإحياء الاتفاق، لكن تعثّرت المفاوضات مرارًا بسبب الخلاف على شروط العودة، ورفض إيران تقديم تنازلات تتعلق بقدراتها الصاروخية ونفوذها الإقليمي.

تحديات المفاوضات: ماذا يقف في الطريق؟

ورغم وجود نوافذ دبلوماسية، تواجه المفاوضات المرتقبة عدة عقبات أساسية: انعدام الثقة المتبادل بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق السابق، لم تعد طهران تعتبر واشنطن شريكًا يمكن الوثوق به.

بالإضافة إلى الضغوط الداخلية على الطرفين، حيث يواجه ترامب انتقادات داخلية من التيارات المتشددة الرافضة لأي حوار مع طهران، بينما تتعرض القيادة الإيرانية لضغوط من الحرس الثوري والتيارات المحافظة.

علاوة على القضايا العالقة، حيث تشمل القيود على تخصيب اليورانيوم، آليات التفتيش الدولية، ورفع العقوبات الاقتصادية مقابل التزامات نووية واضحة.

هل تؤثر مفاوضات اليوم على استقرار المنطقة؟

ويرى مراقبون، أن استئناف الحوار بين واشنطن وطهران — ولو غير مباشر — يمكن أن يخفف من حدة التوتر الإقليمي، خصوصًا في ظل تصاعد المواجهات في البحر الأحمر والعراق وسوريا.

كما أن التقدم في الملف النووي قد يفتح الباب أمام اتفاقات أوسع تشمل ضبط السلوك الإيراني في ملفات إقليمية حساسة مثل اليمن ولبنان.

لكن بالمقابل، فإن فشل هذه المحادثات قد يؤدي إلى تصعيد جديد، وربما يدفع إسرائيل إلى تسريع تهديداتها بشن ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

نافذة دبلوماسية ضيقة لكنها ممكنة

ويرى مراقبون، أن “فرصة الحوار قائمة، لكنها تتطلب تنازلات مؤلمة من الجانبين”، مؤكدًين أن “الوساطة العمانية تمثل خيارًا عمليًا لتقريب وجهات النظر دون إثارة حساسية داخلية لدى أي من الطرفين”.

وأضافوا، أن “إيران لن تقبل باتفاق لا يرفع العقوبات بشكل ملموس، ولن تقدم المزيد من التنازلات في ظل ما تعتبره خيانة أمريكية سابقة”.

لذا تقف المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران اليوم عند مفترق طرق حاسم، فإما أن تفتح الباب أمام انفراجة دبلوماسية طال انتظارها، أو تعمّق الهوة في منطقة لا تحتمل المزيد من التصعيد. وبين الأمل والتشكيك، تبقى أعين العالم معلقة على مسقط.

spot_img