يبدو أن عام 2020، شكل ضربات قوية قاسمة لإيران، لتخسر فيه عددًا من قادتها البارزين، الذين كانت تتخذهم كواجهة قوية في حربها الإرهابية بالعالم.
بدأ العام الجاري، بخسارة فادحة وضربة قوية وجهتها الولايات المتحدة، عبر عملية اغتيال منظمة تمت باستخدام طائرات مسيرة، استهدفت سيارته على طريق مطار بغداد، وقتل معه عدد من قيادات الحشد الشعبي أبرزهم أبو مهدي المهندس، حيث كانت تتعقبهم واشنطن منذ فترة لتصفيتهم.
وانتشرت حالة ضخمة من الغضب البالغ في إيران وقتها، حيث أعلنت البلاد أنها “ستنتقم انتقامًا ساحقًا من جميع المتورطين والمسؤولين عن اغتيال سليماني”، فيما اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلك العملية نصرا له.
وشنت واشنطن عمليتها بعد يومين من تعرض السفارة الأميركية في بغداد لهجوم، سبقته ضربات جوية أميركية لقواعد تابعة لميليشيات الحشد الشعبي وحزب الله العراقي.
وعقب ساعات من العملية، قرر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تعيين إسماعيل قاآني قائدا جديدا لـ”فيلق القدس”، خلفا لسليماني، كما هدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن الولايات المتحدة ستتحمل عواقب الهجوم “المارق”.
وأحدثت العملية هزة ضخمة في إيران كانت واضحة على المرشد الأعلى والرئيس حسن روحاني وقتها خلال الجنازة لدرجة البكاء، لذلك عقب أيام، شنت طهران هجومًا على قاعدتين عراقيتين توجد بهما قوات أميركية، ولكنه لم يسفر عن خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية.
وبعد انقشاع موجة الغضب وقتها، وبعد عدة أشهر، تم اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، مساء أمس، إثر هجوم بالعاصمة طهران.
وعلى غرار نفس الموجة، سادت حالة أخرى من الغضب والأزمة البالغة في إيران، للتوعد بالرد على إسرائيل، التي وجهت لها اتهامات بتورطها في الأمر، حيث كان فخري زاده يعمل على تطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم، ومن المرجح أنه العقل المدبر لبرنامج أسلحة نووية إيرانية.
ورغم تلك الاتهامات، إلا أن إسرائيل رفضت التعليق عليها، فيما لم تعلق أميركا من البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية وأيضًا فريق بايدن، خاصة أنه من المؤكد أن تلك العملية ستصعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب.