في حدث أثار جدلًا واسعًا واعتبرته وسائل الإعلام التركية “زلزالًا سياسيًا”، اعتقلت تركيا أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، اليوم الأربعاء، بتهم الفساد ومساعدة جماعة إرهابية.
وهو ما انتقده بشدة حزب المعارضة الرئيس، ووصفه “محاولة انقلاب على الرئيس المقبل”، حيث اعتقلته الشرطة التركية، بأمر من النيابة العامة، في حملة طالت نحو مئة متهم آخر، كما حظرت الحكومة التركية التظاهرات في مدينة إسطنبول، وأغلقت عددًا من محطات المترو الرئيسة في المدينة.
من هو إمام أوغلو؟
يعتبر إمام أوغلو، الشخصية البارزة في حزب الشعب الجمهوري المعارض، منذ فترة طويلة المنافس الأقوى للرئيس رجب طيب أردوغان، ويمتلك قاعدة شعبية واسعة جعلته منافسًا قويًا، وكان من المتوقع أن يسميه حزب الشعب الجمهوري مرشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
النشأة والتعليم
وُلد أكرم إمام أوغلو عام 1970 في قرية جيفيزلي بمنطقة أكشابات في ولاية طرابزون، وتخرّج عام 1994 من جامعة إسطنبول، حيث درس إدارة الأعمال، قبل أن يدخل عالم الأعمال ثم السياسة.
المسيرة السياسية
بدأ إمام أوغلو حياته السياسية عام 2008، وانضم إلى حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيس في تركيا.
وفي عام 2014، أصبح رئيسًا لبلدية بيليك دوزو في إسطنبول، مما زاد من شهرته السياسية.
الفوز برئاسة بلدية إسطنبول
وفي عام 2019، انتُخب إمام أوغلو رئيسًا لبلدية إسطنبول، وهو فوز اعتُبر ضربة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، نظرًا لأهمية إسطنبول الاقتصادية والسياسية.
كما واجه إمام أوغلو تحديات قانونية عديدة، بما في ذلك اتهامات بإهانة مسؤولين حكوميين، ما أدى إلى صدور حكم بحبسه نحو ثلاث سنوات في 2022، وهو ما قد يُؤثر على مستقبله السياسي.
منافس محتمل للرئاسة
ويُعتبر إمام أوغلو أحد أبرز الشخصيات المعارضة في تركيا، ويُنظر إليه كمنافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة مع شعبيته المتزايدة بين الناخبين.
لذا يؤدي اعتقال إمام أوغلو اليوم، إلى جانب اتهامه بتزعم منظمة إجرامية والرشوة والتلاعب بالمناقصات، إلى تصعيد المواجهة السياسية التي قد تُشكل مستقبل تركيا.
وعلى الرغم من مشكلاته القانونية، فقد تعهد إمام أوغلو بمواصلة النضال، وقال في رسالة مصورة على منصة إكس “لن أستسلم”.
وفي موازاة ذلك أثار صعود إمام أوغلو في السياسة أوجه تشابه مع مسار أردوغان نفسه، إذ تولى كلاهما رئاسة بلدية إسطنبول، كما ينحدران من منطقة البحر الأسود في تركيا، وواجها عقبات قانونية هدّدت مستقبلهما السياسي.
