وسط تصاعد العنف في قطاع غزة، تتواصل الحرب بلا هوادة رغم الجهود الدولية الحثيثة لإيقافها، فما الذي يدفع النزاع للاستمرار.. ولماذا تفشل المبادرات الدبلوماسية في فرض هدنة مستدامة؟
تصعيد لا يتوقف رغم الضغوط الدولية
في وقت تتكثف فيه الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع، فيما ترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ.
وبينما يُلقي كل طرف باللائمة على الآخر، يجد المدنيون أنفسهم عالقين في دائرة من العنف المتصاعد.
رغم الضغوط التي تُمارسها بعض القوى الكبرى لوقف القتال، فإن الواقع الميداني يشير إلى أن الحرب أصبحت جزءاً من معادلة معقدة تتداخل فيها المصالح العسكرية والسياسية، ما يجعل إنهاء النزاع أكثر صعوبة.
الأهداف العسكرية والسياسية تحكم سير المعركة
منذ اندلاع القتال، تُؤكد إسرائيل أن عملياتها تستهدف “تحييد التهديدات الأمنية” وتدمير البنية التحتية للمقاومة، فيما ترى الفصائل الفلسطينية أن الرد العسكري هو السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال ووقف الانتهاكات المتكررة.
وبين هذين الموقفين، تدور معركة شرسة تعتمد فيها تل أبيب على التفوق العسكري، بينما تراهن المقاومة على قدرتها على الصمود وفرض شروطها في أي اتفاق مستقبلي.
على المستوى السياسي، يبدو أن استمرار القتال يخدم أجندات داخلية لدى الجانبين، فبالنسبة للحكومة الإسرائيلية، يُمثل التصعيد فرصة لتعزيز صورتها أمام الناخبين، خاصة في ظل أزمات سياسية متفاقمة.
بينما الفصائل الفلسطينية، فإن استمرار المواجهة يعزز حضورها في الشارع الفلسطيني، ويؤكد على قدرتها على الردع.
التدخلات الإقليمية والدولية.. وساطات بلا نتائج
لم تكن هذه الحرب بعيدة عن التوازنات الإقليمية والدولية، حيث لعبت بعض الدول أدواراً في محاولات التهدئة، لكن من دون تحقيق اختراق حقيقي.
الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل دبلوماسيًا وعسكريًا، اكتفت بالدعوة إلى “ضبط النفس”، بينما تحاول دول أخرى، مثل مصر وقطر، التوسط لوقف إطلاق النار.
أما على المستوى الدولي، فقد شهد مجلس الأمن عدة محاولات لإصدار قرارات لوقف العنف، لكن الانقسامات بين القوى الكبرى حالت دون تحقيق إجماع على آلية لإنهاء القتال.
الأزمة الإنسانية تتفاقم.. المدنيون في مرمى النيران
في ظل استمرار القصف، ترتفع أعداد الضحايا المدنيين، فيما تتعرض المستشفيات والمدارس والبنية التحتية للقصف، مما يُفاقم الوضع الإنساني في القطاع.
وتُشير التقارير إلى أن غزة تواجه أزمة إنسانية خانقة، مع نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر.