ذات صلة

جمع

واشنطن وكييف على أعتاب اتفاق تاريخي حول المعادن النادرة.. شراكة استراتيجية أم ورقة تفاوضية؟

حققت الولايات المتحدة وأوكرانيا تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى...

ترامب عن غزة: خطة ناجحة بلا حماس.. ومصر والأردن فاجآني بالرفض

في ظل الأزمة الدولية التي أثارتها خطته لتهجير أهل...

اتهامات متبادلة وأزمات متصاعدة.. الخلاف بين ترامب وزيلينسكي: سياسي أم شخصي؟

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني...

الرياض تحتضن قمة الحسم.. خطة عربية لمواجهة “تهجير غزة” وإعادة الإعمار

يجتمع قادة دول الخليج ومصر والأردن غدًا في العاصمة...

إيران.. تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط وزيادة الإنفاق العسكري تثير التساؤلات

“هل تستعد إيران للحرب؟ ” هذا السؤال أصبح مطروحًا بقوة في ظل القرارات الأخيرة التي اتخذتها طهران، وعلى رأسها مضاعفة موازنة الجيش ثلاث مرات.

في وقت تتزايد فيه حدة الصراعات الإقليمية التي تلعب إيران دورًا رئيسيًا في تأجيجها، سواء عبر دعم الميليشيات المسلحة أو من خلال تصعيد خطابها العسكري ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

تصعيد عسكري أم رسالة سياسية؟

كشف عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخاشيش أردستاني، أن مضاعفة مخصصات القوات المسلحة بنسبة 200% في موازنة 2025 لا تعني بالضرورة أن طهران تستعد للحرب، لكنها مؤشر على أن المفاوضات لم تعد خيارًا مطروحًا.

وفي الوقت الذي تنفي فيه إيران أن هذه الزيادة تعكس تحضيرات عسكرية مباشرة، فإن تصريحات أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجو فضائية في الحرس الثوري، تعكس صورة مغايرة، إذ قال: “إذا هوجمت المنشآت النووية الإيرانية، فإن المنطقة ستشتعل بنيران لا يمكن حساب مداها.”

ميزانية عسكرية قياسية تثير الجدل

وفقًا لمشروع موازنة 2025، تخطط الحكومة الإيرانية لتخصيص 420 ألف برميل من النفط يوميًا للقوات المسلحة، وهو ما يعادل 24% من إجمالي صادرات البلاد، بقيمة تقديرية تصل إلى 11 مليار يورو، مقارنة بـ 4 مليارات يورو في 2024.

هذه القفزة الكبيرة في المخصصات العسكرية تعكس مدى اهتمام النظام الإيراني بتعزيز قدراته الدفاعية والهجومية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

إيران.. لاعب رئيسي في الصراعات الإقليمية

الدور المحوري الذي تلعبه إيران في تأجيج النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط بات معلومًا، حيث تعتمد على شبكة واسعة من الوكلاء المسلحين لتعزيز نفوذها الإقليمي.

ومن أبرز الجماعات التي تدعمها طهران، حزب الله اللبناني، الذي يعتبر الذراع الأبرز لإيران في المنطقة، ويشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، حيث يواصل تلقي التمويل والتسليح من طهران.

الحوثيون في اليمن، من خلال دعمهم عسكريًا وماليًا، ساعدت إيران الحوثيين في السيطرة على العاصمة صنعاء، واستهداف السعودية والإمارات بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

كذلك الميليشيات العراقية، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، التي تمثل أدوات ضغط إيرانية ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا.

الجماعات المسلحة في سوريا دعمت إيران النظام السوري طوال الحرب الأهلية، وساهمت في ترجيح كفته عسكريًا عبر الحرس الثوري والميليشيات التابعة له.

ومع تزايد التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وتحذيرات الولايات المتحدة من عواقب استمرار برنامج طهران النووي، يبدو أن المنطقة تتجه نحو تصعيد غير مسبوق.

إيران، التي اعتادت إدارة الصراعات عبر حروب الوكلاء، قد تجد نفسها مضطرة للدخول في مواجهة مباشرة إذا ما استمرت الضغوط الدولية والإسرائيلية.

المرشد الإيراني علي خامنئي بدا أكثر تحديًا في تصريحاته الأخيرة، حيث قال: “لا نشعر بأي قلق أو مشكلة فيما يتعلق بالتهديد الصلب أو الحرب المباشرة.”، وهي عبارة تستخدمها القيادة الإيرانية كمصطلح بديل لكلمة “الحرب”.

وإيران اليوم ليست كما كانت قبل عقد من الزمن، فبدلًا من البحث عن اتفاقيات أو حلول دبلوماسية، يتجه النظام نحو تعزيز قدراته العسكرية ودعم وكلائه في المنطقة.

spot_img