يحاول تنظيم القاعدة الإرهابي الحفاظ على تواجُده بمنطقة الشرق الأوسط بشراسة، فبالتزامن مع انتشار التأكيدات بشأن مقتل زعيمه أيمن الظواهري في قطر، وخليفته في إيران، سعى لتقوية جبهته بمكان آخر، وتحديدًا المغرب العربي.
وأعلن التنظيم الإرهابي القاعدة في بلاد المغرب عن تعيين زعيم جديد له عقب مقتل السابق عبدالمالك درودكال منذ 5 أشهر، وهو الإرهابي الجزائري أبوعبيدة يوسف العنابي.
ويعتبر أبو عبيدة العنابي من أخطر عناصر تنظيم القاعدة، والرجل الثاني بالمغرب بينهم وأحد المطلوبين من قبل السلطات الأمنية الجزائرية، وهو رئيس “مجلس الأعيان”، الذي يعتبر بمثابة لجنة توجيهية للتنظيم في منطقة الساحل، وسبق أن نفذ عدة عمليات إرهابية ضد الجيش المالي والمدنيين في شمالي البلاد.
وسبق أن تلقى تدريبه في أفغانستان أوائل التسعينيات، قبل أن ينضم للجيش الإرهابي للإنقاذ، بالجزائر عام 1993 مع الإرهابي درودكال، والذي كان يمثل الجناح العسكري للجبهة الإرهابية للإنقاذ الإخوانية المحظورة، حيث نفذ العديد من العمليات الدموية، منها استهداف محيط قصر الحكومة ومركزين للشرطة وآخر للدرك بمنطقة باب الزوار، بالإضافة لمحاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة عام 2007.
بينما تعتبر أكبر عملياته الإرهابية، هي الهجوم على المنشأة الغازية “تيقنتورين” الواقعة بمنطقة “عين أميناس” جنوبي الجزائر، التي مولتها قطر بـ10 ملايين دولار، وراح ضحيتها مقتل 23 رهينة خلال العملية.
لذلك أدرجته أميركا، في 10 سبتمبر 2015، على قائمتها السوداء للإرهاب، ووصفته بـ”الإرهابي العالمي المصنف في شكل خاص”، وبعد عام، أدرجته الأمم المتحدة على لوائح الإرهاب لعلاقته بتنظيم القاعدة ومشاركته في تمويل أعمال وأنشطة ما يعرف بـ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب”.
وفي عملية عسكرية نفذتها فرنسا، في 5 يونيو الماضي، أعلنت مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، الجزائري عبدالمالك درودكال بمنطقة “تساليت” الواقعة شمالي مالي.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعدام القاعدة سيدة من أصول سويسرية هي ياتريس ستوكلي كانت محتجزة لدى التنظيم الإرهابي بمنطقة كيدال شمالي مالي، في مقطع فيديو.