ذات صلة

جمع

القوات الأوروبية في أوكرانيا.. تصعيد محفوف بالمخاطر وسط غياب أمريكي

يثير الحديث عن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا...

الحوثيون يعمقون النزاعات القبلية في ذمار بحملة اختطافات ومداهمات واسعة

تواصل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران فرض سيطرتها بالقوة...

خلافات حادة بين الإخوان والجيش السوداني.. هل يطيح “كرتي وهارون” بـ”البرهان”؟

رغم الهيئة القوية واللهجة الحاسمة التي يبدو بها علنًا...

الشرع يصل السعودية في أول زيارة خارجية رسمية.. هل هي رسالة لطهران؟

في أول زيارة رسمية له خارج دمشق، اتجه الرئيس...

القوات الأوروبية في أوكرانيا.. تصعيد محفوف بالمخاطر وسط غياب أمريكي

يثير الحديث عن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا انقسامًا حادًا بين العواصم الغربية، حيث تدفع دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة نحو هذا الخيار، بينما تبدي دول أخرى، مثل ألمانيا ودول البلطيق، ترددًا خشية التبعات الخطيرة لهذه الخطوة، في ظل التفوق العسكري الروسي المتزايد.

تضاؤل الخيارات أمام أوكرانيا

يأتي الجدل الأوروبي في وقت تواجه فيه أوكرانيا صعوبة في تحقيق اختراقات ميدانية، ما دفع بعض الدول الغربية إلى التفكير في تدخل عسكري مباشر لوقف التقدم الروسي وإعادة بناء القدرات القتالية الأوكرانية.

غير أن هذه الفكرة تصطدم بغياب الدعم الأمريكي، حيث ما تزال إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب متحفظة على أي تصعيد قد يقود إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

بين التصعيد والتردد

وفقًا لتقارير غربية، تدعم باريس ولندن والدول الإسكندنافية خيار التدخل العسكري، لكن هذا الخيار يلقى معارضة داخل الاتحاد الأوروبي.

فبينما تؤيد بولندا ودول البلطيق دعم كييف، فإنها تتخوف من أن يجعلها التصعيد هدفًا مباشرًا للرد الروسي.

أما ألمانيا، التي كانت من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا، فقد فضّلت عدم الانخراط في هذه الخطوة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الداخلية وتراجع التأييد الشعبي لاستمرار الدعم العسكري لكييف.

وفيما يعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن نشر القوات البرية “خيارًا لا ينبغي استبعاده”، تواصل موسكو تحذيراتها، معتبرة أن أي وجود عسكري أجنبي في أوكرانيا سيُعامل كقوة معادية وسيتم استهدافه، كما حدث مع المستشارين العسكريين الغربيين الذين تعرضوا لضربات روسية دقيقة في السابق.

خطط الناتو وتدريبات سرية

تشير معلومات استخباراتية روسية، أن حلف الناتو يسعى لإنشاء مراكز تدريب تستوعب مليون مجند أوكراني جديد، بعد أن ضغطت الدول الغربية على كييف لخفض سن التجنيد إلى 18 عامًا، مع طرح مقترحات لتجنيد النساء.

كما ذكرت تقارير، أن خطة التدخل المحتملة تشمل نشر نحو 100 ألف جندي تحت غطاء “قوة حفظ سلام”، على أن تتولى بولندا وألمانيا والمملكة المتحدة قيادة العملية.

ووفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية، فقد أجرت باريس في يناير 2024 تدريبات عسكرية سرية لمحاكاة سيناريو تدخل في أوكرانيا بمشاركة آلاف الجنود.

حسابات الردع والمخاطر الاستراتيجية

في حال تنفيذ الخطة، فإن وجود قوات أوروبية نظامية في أوكرانيا سيغيّر المعادلة، إذ سيمنحها حماية مباشرة من ترسانات بلدانها النووية، ما قد يحدّ من قدرة روسيا على استهدافها دون إثارة رد غربي واسع النطاق.

ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى استعداد القوى الأوروبية للمضي في هذا التصعيد دون مظلة أمريكية، وسط مخاوف من أن يؤدي التدخل العسكري إلى توسيع الصراع إلى مستوى غير مسبوق، وربما إشعال مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا.

في ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن أوروبا ما تزال عالقة بين خيار التصعيد لمواجهة التقدم الروسي، وخيار التراجع خشية دفع ثمن مواجهة غير محسوبة العواقب مع موسكو.