في أول زيارة رسمية له خارج دمشق، اتجه الرئيس السوري أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية، حيث وصل منذ قليل إلى مطار العاصمة الرياض، في زيارة تحمل العدد من الرسائل المهمة.
الشرع في السعودية
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية “سانا”، فإن الشرع سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وكبار المسؤولين السعوديين للتباحث حول المستجدات على الساحة السورية والخطط الموضوعة لتثبيت الأمن والاستقرار في سوريا وآفاق العلاقات بين دمشق والعواصم العربية والجهود المبذولة لرفع العقوبات عن سوريا.
وأقلت طائرة سعودية الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني من العاصمة السورية دمشق إلى العاصمة الرياض، وذلك في أول زيارة خارجية يجريها منذ تنصيبه رئيسًا للبلاد، ليختار الرياض في أولى وجهاته.
ونشرت الرئاسة السوري على حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي صورة للشرع ووزير خارجيته اسعد الشيباني جالسين في ما يبدو أنها طائرة خاصة.
ثم أظهرت مقاطع مصوّرة بثتها “الإخبارية” الشرع وهو ينزل من الطائرة في مطار الرياض، حيث كان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، وسارا معًا على مدرج المطار، حيث سلّم على شخصيات أخرى كانت في استقباله.
السعودية تدعم نهوض سوريا
ومن ناحيتها، أكدت السعودية استعدادها دعم نهوض سوريا، إذ جدد وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، في أثناء زيارته إلى سوريا دعم بلاده سيادة دمشق واستقلالها ووحدة أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري.
وبحث الأمير فيصل بن فرحان مع الشرع سبل دعم أمن واستقرار ووحدة سوريا، كما ناقشا المساعي الهادفة إلى دعم الجانب السياسي والإنساني والاقتصادي هناك، وعلى رأسها الجهود المبذولة لرفع العقوبات المفروضة عليها.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن بلاده منخرطة في حوار مع الدول ذات الصلة لرفع العقوبات عن سوريا، منوهًا بأهمية تسريع الخطوات التي من شأنها تنفيذ الأمر بسرعة، فيما لفت أن الرياض تلقت إشارات إيجابية بشأن رفع العقوبات عن سوريا.
وكانت العاصمة السعودية وجهة أول زيارة قام بها وزير الخارجية السوري مطلع يناير. كما زار نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق أواخر الشهر ذاته.
رسالة لطهران
فيما اعتبرت وسائل الإعلام هذه الخطوة إشارة واضحة إلى إيران بأن دمشق لم تعد حليفة لطهران، مؤكدة أهمية الزيارة من خلال اختيار الرياض كأول وجهة دولية له.
وتأتي زيارة الشرع للسعودية بعد أن اتخذ عدة قرارات عقب تعيينه رئيساً للمرحلة الانتقالية لسوريا، بحلّ مجلس الشعب والفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية والجيش، كما حل حزب البعث الذي حكم البلاد على مدار خمسة عقود.
أيضًا، أوقف الشرع العمل بالدستور السابق انتظارًا لإعلان دستوري مرتقب ليكون المرجع القانوني للبلاد في المرحلة الانتقالية.
ومن المفترض أن تستمر المرحلة الانتقالية لأربع سنوات.
وصرح الشرع مسبقًا بأنه ولد في السعودية “حيث كان يعمل والده في ذلك الوقت، وعاش فيها لبضع سنوات في بداية حياته”، قال خلال مقابلة مع قناة العربية السعودية في ديسمبر 2024، إنه يتوقع أن يكون للسعودية “دورًا كبيرًا جدًا” في سوريا، حيث يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية كبرى” بعد سقوط حكم الأسد.
وقال: “بالتأكيد السعودية سيكون لها دورًا كبيرًا في مستقبل سوريا. الحالة التنموية التي نسعى إليها أيضًا سيكون السعوديون أيضًا شركاء فيها”.