هزت العالم أجمع مشهد عودة آلاف النازحين الفلسطينيين إلى أرضهم بغزة وشمالي القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي، وذلك عقب انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم وسط القطاع الفلسطيني، بعد تهجيرهم قسرًا من منازلهم نتيجة الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تواصلت أكثر من 15 شهرًا، فيما أطلقت إسرائيل تهديدات جديدة.
عودة النازحين الفلسطينيين
وأظهرت عدة صور عودة آلاف النازحين الفلسطينيين، صباح اليوم الاثنين، إلى منطقة شمال غزة بعد تهجيرهم قسرًا، وذلك سيرًا على الأقدام، بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتبدأ العودة إلى شمال غزة عبر شارع صلاح الدين بالمركبات والسيارات فقط، وليس مشيًا على الأقدام في التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي.
وقبل ذلك، أعلنت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت الانسحاب من محور نتساريم، الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشماله، والذي أنشأه الاحتلال مع بدء عمليته البرية يوم 27 أكتوبر 2023.
ترحيب فلسطيني
وتزامنًا مع ذلك، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الاثنين، أن عودة النازحين لبيوتهم وأراضيهم “انتصار لشعبنا” وإعلان لفشل وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي ومخططات التهجير.
وأضافت حماس -في بيان-، أن عودة النازحين يثبت مجددًا “فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة صموده”.
وقالت: إن المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها رسالة للمراهنين على كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، كما تؤكد على “عظمته ورسوخه في أرضه”.
كما كتب القيادي في حماس عزت الرشق “هنيئًا لشعبنا في غزة هذه العودة الميمونة، هذا يوم عظيم، ومشهد عودة النازحين إلى الشمال تتحطم أمامه كل أحلام وأوهام الاحتلال في تهجير شعبنا الفلسطيني”.
ومن ناحيتها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي بالعودة النازحين، “في مشهد أسطوري يعود مئات آلاف النازحين إلى شمال غزة الذي حوله الإجرام الصهيوني إلى ركام.
وأضافت: أن عودة النازحين تأتي ردًا على كل الحالمين بتهجير شعبنا بعد تجاوز مشكلة الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود.
تهديد إسرائيلي
ورغم تلك الفرحة الفلسطينية، لم تترك إسرائيل ذلك الأمر وشأنه وسارعت لتعكير صفو الأجواء، بنشر تهديدات لاذعة اللهجة، حطب حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأن تل أبيب لن تسمح بالعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023.
وشدد كاتس على أن الوزارة ستواصل التطبيق الحازم لوقف النار في شمال وجنوب غزة، مؤكدًا -في بيان- أن كل “من يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيدفع ثمناً باهظاً”.
كما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير: إن عودة السكان إلى شمال قطاع غزة صورة لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة غير الشرعية.
وأضاف بن غفير -نقلا عن القناة الإسرائيلية السابعة-: “ليس هذا ما يبدو عليه النصر المطلق بل هو الاستسلام التام. جنودنا لم يقاتلوا ولم يضحوا بحياتهم في غزة للسماح بهذه الصور ويجب أن نعود للحرب”.
كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن حماس حصلت على ما أرادت هذا الصباح بعد عودة السكان لشمال القطاع، مضيفًا أنه من الصعب جدًا على إسرائيل العودة إلى القتال في شمال القطاع بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث ستكون العودة إلى القتال داخل منطقة مكتظة بالسكان مهمة شبه مستحيلة في غضون أسابيع قليلة.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أنه كان يجب الحفاظ على محور نتساريم كورقة تفاوض، حيث إن أهميته بالنسبة لحماس واضحة، مشيرة أن إسرائيل دفعت ثمن صفقة كاملة بفتحها محور نتساريم دون أن تحصل على المقابل كله.
بينما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعضاء حركة “حماسة بأنهم “النازيون الجدد”، وقال: إنه ملتزم “بهزيمتهم نهائيًا”.