رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن إسرائيل لم تهدأ وتترك الفلسطينيون ينعمون بالسلام، فوجهت أسلحتها الغاشمة نحو مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، لتشعل الأزمات فيها، رغم التهديدات الدولية.
اجتياح إسرائيل لمدينة جنين
وقُتل 10 فلسطينيين وأصيب 40 في عملية عسكرية إسرائيلية في جنين في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته التي أطلق عليها “السور الحديدي”، انقطع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، جراء استمرار العملية الإسرائيلية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها، يوم أمس، ترافقها جرافات عسكرية، بالتزامن مع تحليق للطائرات المُسيرة والحربية في الأجواء. وبلغت حصيلة القتلى في اليوم الأول من هذه العملية 10 قتلى وقرابة 40 جريحًا.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: إن عدد الحواجز العسكرية والبوابات الإسرائيلية في الضفة الغربية ارتفع إلى 898، مضيفة أن أكثر من 173 بوابة حديدية وضعت بعد 7 أكتوبر 2023 منها 17 منذ بداية العام الجاري.
تحذيرات من تكرار سيناريو غزة
من ناحيتها، حذرت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، من احتمال ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في الضفة الغربية على غرار تلك التي ارتكبتها في قطاع غزة.
وقالت ألبانيز: “جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة، إذا لم يتم إجبارها على التوقف”.
كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن سيدة في الخامسة والأربعين من عمرها، توفيت مساء أمس الثلاثاء، على حاجز عسكري في منطقة بيت عينون شمال شرقي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وقالت الوزارة: إن الجيش الإسرائيلي أعاق نقل هذه السيدة إلى المستشفى، حيث كانت تعاني من أعراض جلطة قلبية.
نزوح عشرات عائلات
فيما نزحت عشرات العائلات صباح اليوم الأربعاء، من داخل مخيم جنين إلى قرى وبلدات خارج المخيم والمدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار: إن القوات الإسرائيلية أجبرت عددًا من سكان المخيم على الخروج من منازلهم، بعد أن طلبت منهم ضرورة الإخلاء، عبر مكبرات الصوت.
وأضاف: أن الجيش الإسرائيلي فتح ممرًا واحدًا لإجبار الأهالي على استخدامه، وهو باتجاه دوار العودة في المخيم، ومن ثم إلى واد برقين، مؤكدًا أن لبلدية تواصلت مع بلديات برقين وكفر دان وعرابة، لإرسال مركبات لنقل العائلات التي تم إجلاؤها، وتأمينها في هذه البلدات.
ولفت، أن الجيش الإسرائيلي يمنع تحرك طواقم البلدية في الميدان، إذ يواجه أفراد هذه الأطقم، صعوبة في نقل المواطنين، قائلاً: إنه تم التواصل مع عدة مؤسسات دولية لتأمين الاحتياجات الطارئة لمن جرى إجلاؤهم.
وأوضح رئيس بلدية جنين، أن 600 فلسطيني على الأقل ظلوا عالقين داخل مستشفى جنين الحكومي منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في جنين ومخيمها أمس الثلاثاء، ولليلة كاملة، قائلا: إن الجيش الإسرائيلي منع خروج هؤلاء من المستشفى؛ ما فرض ضغوطًا على موارده، وأدى إلى نفاد الغذاء منه بشكل كامل، قبل أن يُسمح لهم صباح اليوم بالمغادرة.
استئصال الإرهاب
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو – في بيان-: إن “العملية العسكرية واسعة وكبيرة من أجل استئصال الإرهاب في جنين”.
كما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “باشر جيش الدفاع والشاباك وحرس الحدود حملة عسكرية لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين”. ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى مدينة جنين ومخيمها، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
ونشرت مقاطع فيديو من جنين على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إصابة مدنيين بينما كانوا يسيرون في الطريق، ولم يتسنَّ لبي بي سي التحقق من صحة الفيديوهات بشكل مستقل.
وشن الجيش سلسلة غارات جوية بالتزامن مع دخول أعداد كبيرة من القوات إلى جنين ومخيمها، بدعم من طائرات مسيرة ومروحيات وجرافات مدرعة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.
سرايا القدس
من جانبها، أعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن “مقاتليها في جنين يخوضون معارك ضارية مع قوات العدو في محاور القتال بالمخيم، ويمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة محققين إصابات مؤكدة”، بحسب بيان لها.
وإثر ذلك، قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن 9 أشخاص قتلوا على الأقل، بينما أصيب نحو 40 آخرين جراء العملية العسكرية الإسرائيلي في جنين.
و لاحقًا أعلنت الوزارة عن مقتل فلسطيني آخر في قرية تعنك غربي جنين ليرتفع إجمالي القتلى إلى عشرة أشخاص على الأقل.
في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن “التيار الكهربائي انقطع عن عدد من أحياء المدينة والمخيم عقب سماع دوي انفجار كبير في المخيم”، لافتة أن الطيران الإسرائيلي الحربي يواصل التحليق بكثافة في سماء المدينة، “وسط حصار لمداخل مخيم جنين”، كما دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة بحسب الوكالة.
ويقول الجيش الإسرائيلي: إن العديد من المسلحين الفلسطينيين “ينطلقون من مدينة جنين ومخيمها لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية”.
ووصف محافظ مدينة جنين، كمال أبو الرب، عملية الجيش الإسرائيلي بـ “الاجتياح” لمدينة جنين والمخيم، مضيفًا لوكالة فرانس برس، “جاء ذلك بسرعة، مروحيات أباتشي في السماء وآليات عسكرية إسرائيلية في كل مكان”.
ويفرض الجيش الإسرائيلي “حصارًا حول المخيم بشكل كامل، ويستهدف القناصة أي مواطن يحاول الخروج منه”، فيما دمرت جرافاته “عددًا من الشوارع في مدينة جنين ومخيمها”، على ما ذكرت الوكالة.