دشّن عدد من ضحايا التعذيب والنشطاء وعشرات الصحفيين والمختطفين العائدين من سجون ميليشيات الحوثي المصنفة إرهابية في عدد من الدول حملة حقوقية إلكترونية للإفصاح عن جرائم المشرف العام على هذه السجون الحوثية، عبدالقادر المرتضى.
المرتضى مجرم تعذيب
أطلق النشطاء الحملة تحت وسم “#المرتضىمجرمتعذيب”، حيث كشفوا أنه اختطف أكثر من 3 آلاف يمني في السجون وعذّب الصحفيين والمعتقلين بأبشع الأساليب، منها كسر الجمجمة والكي بالكهرباء.
وتهدف الحملة، بحسب بلاغ صحفي نشره القائمون عليها، إلى إيصال صوت الضحايا وتحقيق العدالة، وفضح جرائم المشرف على سجون الجماعة، عبدالقادر المرتضى، المتورط بشكل مباشر في تعذيب المختطفين والصحفيين والأسرى. كما تأتي كدعوة عامة ومستعجلة للحكومة الشرعية، والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قانونية فورية لمحاسبته ومحاكمته في المحاكم الدولية.
معاناة الأبرياء
تأتي الحملة بعد سنوات من المعاناة التي تعرض لها العديد من الأبرياء على يد المرتضى، الذي لم يتوانَ عن انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفق ما أكده النشطاء اليمنيون.
وقد دعمت الشهادات المذكورة بالصور والفيديوهات للضحايا اليمنيين، لذا طالب النشطاء بضرورة سعي المجتمع الدولي لضمان محاكمة عبدالقادر المرتضى في المحاكم الدولية، وتصنيفه ضمن قوائم الإرهاب الدولية، ليُحاكم على الجرائم التي ارتكبها بحق الأبرياء.
التدخل الدولي
لفتت الحملة في بيانها إلى مطالب الضحايا، التي شملت دعوة “الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً” إلى اتخاذ إجراءات قانونية فورية لمحاسبة ومحاكمة المرتضى على جرائمه المرتكبة ضد المختطفين والأسرى في السجون الحوثية.
كما طالب الضحايا الحكومة برفض التفاوض مع هذا “المجرم” الذي لا مكان له في أي طاولة حوار، داعين “المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى فرض عقوبات صارمة عليه بسبب انتهاكاته المتكررة لحقوق الإنسان”.
ودعا ضحايا التعذيب “المبعوث الأممي إلى اليمن إلى التحرك الفوري لإنهاء معاناة المختطفين والأسرى في سجون المرتضى، وعدم الجلوس مع مجرم حرب متورط في تعذيب المواطنين الأبرياء”.
جرائم ضد الإنسانية
قال الصحفي المفرج عنه من سجون ميليشيا الحوثي، توفيق المنصوري، إن الحملة أطلقها الضحايا بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف، وإيصال رسائل إلى الحكومة الشرعية، والأمم المتحدة، والمبعوث الأممي، والمنظمات الإنسانية الدولية.
وأضاف: “عبدالقادر المرتضى مجرم ثبت تورطه بارتكاب كثير من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وأُدرج على قائمة العقوبات من قبل بعض الدول، منها الولايات المتحدة الأمريكية. واستمرار التعامل معه أو التفاوض معه يعد تشجيعاً للمجرمين لمواصلة ارتكاب الجرائم بحق المخفيين”.
وتابع: “نحن بهذه الحملة نهدف إلى التعريف بجرائم عبدالقادر المرتضى وما يرتكبه بحق المختطفين، وما يتعرض له المختطفون في سجون ميليشيا الحوثي. كما نهدف إلى حماية المختطفين الذين في سجون الميليشيا، وتخفيف التعذيب الذي يتعرضون له، والخروج بآلية لحمايتهم والإفراج عنهم”.
أهمية الحملة
أكدت المحامية ورئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، هدى الصراري، أن هذه الحملة جاءت في هذا التوقيت لأنها تحمل أبعاداً كثيرة، وتداعى إليها الكثير من ضحايا التعذيب في سجون ميليشيا الحوثي.
وأوضحت أن القائمين على الحملة هم أصحاب المصلحة أنفسهم من الصحفيين وضحايا التعذيب، وجاءت لإيصال صوت الضحايا والمطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة المنتهكين.
وأضافت: “بعد تصنيف وإلحاق العقوبات بعبدالقادر المرتضى نتيجة العمل الحقوقي التراتبي الذي قام به المدافعون عن حقوق الإنسان، من المفترض أن تتخذ الحكومة الشرعية، ممثلة بوفد التفاوض بملف الأسرى والمعتقلين، موقفاً بعدم التفاوض مع هذا الشخص، ومطالبة الأمم المتحدة باستبداله أو إيقاف التعامل والتفاوض معه على مدى هذه السنوات”.
وطالبت الحكومة اليمنية، ممثلة بالوفد والآليات المعنية، بالعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، واحترام هؤلاء الضحايا، ودعم الجهود الحقوقية التي يقوم بها الضحايا لفضح هذه الانتهاكات.