ذات صلة

جمع

روما محطة جديدة في طريق شائك.. إيران وأميركا تعيدان تحريك عجلة النووي

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة الإيطالية...

“أكسيوس” يكشف.. ماذا دار في الاجتماع السري بين الموساد ومبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران؟

كشف موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين كثّفوا جهودهم للتأثير...

مراوغة جمركية: ترامب يُلوّح بالتراجع ومفاوضات خفيّة مع بكين تفتح الباب للتفاهم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي...

برًا وبحرًا.. “خريطة تهريب إيرانية” جديدة عبر السودان وليبيا ومصر لدعم حزب الله

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، في...

قناة ” بنما:”..كنز اقتصادي يشعل المواجهة بين ترامب ومولينو

على نحو غير متوقع، خصص الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعضا من خطاب القسم الرئاسي، أمس، بعد تنصيبه، للحديث عن قناة بنما، واعدًا باستعادتها للولايات المتحدة، وقال: إن الصين تسيطر عليها، ما دفع رئيس بنما للخروج في تصريحات سريعة للرد على ترامب، خاصة أن القناة تدر ربحًا كبيرًا على البلاد، وتأثيرها الضخم على اقتصاد هذا البلد النامي.

ماذا قال ترامب؟

خلال حفل تنصيبه، أمس الاثنين، في قاعة مبنى الكابيتول، أكد ترامب -في خطابه- نيته استعادة قناة بنما، مشددًا على أن “الهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكا بالكامل.. لقد أعطيناها لبنما، وسوف نستعيدها مرة أخرى”.

وقال ترامب – في خطاب بعد تأديته اليمين الدستورية-: “تعرّضنا لمعاملة سيئة للغاية من خلال هذه الهدية التي ما كان يجب تقديمها أبدًا.. لم يتم الوفاء بالوعد الذي قطعته لنا بنما، والهدف من اتفاقنا وروحية معاهدتنا انتهكًا بالكامل. السفن الأمريكية تخضع لضرائب مرتفعة على نحو خطير ولا تتلقى معاملة عادلة، بما في ذلك البحرية الأمريكية”.

وأضاف: “لقد نكثت بنما بعهدها لنا، وتم انتهاك الغرض من الاتفاقية وروح المعاهدة بشكل كامل، وفوق كل شيء، تدير الصين قناة بنما، ونحن لم نعطها للصين، لقد أعطيناها لبنما، وسوف نسترجعها مرة أخرى”.

رد رئيس بنما

هذا الوعد والحديث الذي أشعل غضب الأمريكيين، دفع الرئيس البنمي خوسيه راؤؤل مولينو للرد على ترامب في تصريحات له عبر منصة التغريدات القصيرة “إكس”، حيث كتب: “قناة بنما ملك لبنما وستظل كذلك، قناة بنما ملك لبنما وستظل تحت سيطرتها وبحيادية دائمة، وأدارت بنما القناة من واقع الإحساس بالمسؤولية تجاه العالم والتجارة بما في ذلك أمريكا”.

وأضاف “مولينو”: “أرفض بشكل شامل الكلمات التي أوضحها الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق ببنما وقناتها، في خطاب تنصيبه، وأكرر ما عبرت عنه في رسالتي للأمة بتاريخ 22 ديسمبر: إن القناة تابعة لبنما وستظل تابعة لها وستظل إدارتها تحت السيطرة البنمية مع احترامها لحيادها الدائم”.

كما بدأت حكومة بنما تدقيقًا في شركة موانئ “هاتشيسون” المدرجة في هونج كونج وتدير موانئ طرفي القناة، فيما جددت روسيا التزامها ودعوتها بمراعاة حياد “قناة بنما”.  

ونشر مكتب المراقب العام في بنما مقطع فيديو على منصة “إكس” لحوالي 10 رجال ونساء يرتدون بدلات ينزلون من حافلة إلى المكاتب المحلية لموانئ “هاتشيسون” ومقرها هونج كونج لبدء التدقيق، في خطوة يُنظر إليها على أنها “إشارة إلى ترمب”، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وقال مكتب المراقب العام -في بيان-: “وصل اليوم مدققو الحسابات لدينا إلى الشركة، لبدء تدقيق شامل يهدف إلى ضمان الاستخدام الفعال والشفاف للموارد العامة”.

تاريخ قناة بنما

أثار ذلك الحديث والجدل المتبادل بين أمريكا وبنما، التساؤل مجددًا عن تاريخ القناة وأهميتها وأرباحها، حيث كانت الولايات المتحدة أشرفت على بناء القناة، التي افتتحت في عام 1914، لكنها أعادت السيطرة الكاملة إلى الدولة الواقعة في أميركا الوسطى في 31 ديسمبر 1999.

وجاء ذلك بموجب معاهدات وقّعت في العام 1977 من القرن الماضي بعهد الرئيس الأمريكي وقتها جيمي كارتر والزعيم القومي البنمي عمر توريخوس، والتي أسفرت عن نقل السيطرة على القناة إلى بنما في العام 1999.

ووصف ترمب هذه الخطوة بأنها “خطأ” وندد بالرسوم المرتفعة.

وكانت بنما منذ فترة طويلة واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أميركا الوسطى وكانت تحاول وقف الهجرة المتجهة إلى أميركا عبر “فجوة دارين” سيئة السمعة، فيما قطعت البلاد علاقاتها مع تايوان للاعتراف بالصين خلال فترة ولاية ترمب الأولى في عام 2017.

عوائد قناة بنما

ارتفعت رسوم عبور القناة، التي تستخدم المياه العذبة لتشغيل أقفالها، بشكل كبير منذ أن أدى الجفاف الكبير في عام 2023 إلى قيود وتغييرات لاحقة في كيفية تخصيص المنافذ، وفي عام 2024، حققت القناة أرباحًا إجمالية بلغت نحو 5 مليارات دولار.

وذكرت دراسة نشرتها مؤسسة “آي دي بي إنفست” في ديسمبر، أن 23.6% من الدخل السنوي لبنما يأتي من القناة والشركات التي تقدم خدمات مرتبطة بعمليات القناة.

وفي عام 2007، بدأت بنما العمل على أكبر توسعة للقناة منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وهي مجموعة جديدة من الأقفال التي من شأنها أن تسمح للسفن الأكبر حجمًا أي أكثر من مرة ونصف حجم السفن التي كانت تعبر الممر المائي سابقًا بالمرور عبر القناة.

وكلفت الأقفال الجديدة بنما أكثر من 5 مليارات دولار ودخلت حيز التشغيل في عام 2016. كما ضاعفت أكثر من ضعف حركة المرور البحرية التي يمكن للقناة التعامل معها.

وحصدت القناة الموسعة مليارات الدولارات لبنما وساعدت البلاد في أن تصبح معقلاً نادرا للاستقرار في أميركا الوسطى، حيث تعاني دول أخرى من الفقر والاتجار العنيف بالمخدرات الذي يغذي الهجرة إلى الولايات المتحدة.

وكان في عام 2011، قال ترامب: “إن بنما تسير على ما يرام مع القناة، وهناك العديد من العمال، وهناك الكثير من فرص العمل. لقد أعطت الولايات المتحدة القناة بغباء دون مقابل”.

ومن ناحيتهم، أوضح المسؤولون في بنما أنهم لن يقبلوا أي محاولة للاستيلاء على الممر المائي المربح، الذي يمر عبره حوالي 5٪ من إجمالي حركة المرور البحرية العالمية.

تقلل القناة من رحلة السفن من خلال توفير ممر يوصلها مباشرة إلى أمريكا الجنوبية. أدى هذا إلى تقليل وقت السفر بأكثر من 15000 كيلومتر.

كما عززت الطرق المؤدية إلى أمريكا الشمالية وموانئ أمريكا الجنوبية الأخرى السفر بسهولة عبر قناة بنما؛ مما أنقذ أكثر من 6500 كيلومتر.

spot_img