في تصريحات قوية خلال حفل تكريم الكوادر الطبية اللبنانية، أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس تم فرضه على إسرائيل، مشيرًا أن اليوم يُعد “يوم ذل وهوان” لإسرائيل.
قاآني، الذي كان يتحدث في الحفل الذي نظم تكريمًا للطواقم الطبية التي عالجت الجرحى اللبنانيين إثر انفجار أجهزة البيجر، أضاف أن الاتفاق يمثل “أحد أهم أيام التاريخ” بالنسبة للشرق الأوسط.
وأعلن عن تفاصيل مفاجئة، مؤكدًا أن “اليوم، عند الساعة الواحدة ظهرًا، سنكشف الستار عن أكبر هزيمة للكيان الصهيوني”.
وأضاف قاآني: أن الإسرائيليين، الذين اتهمهم بارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين واللبنانيين على مدار 15 شهرًا، اضطروا في النهاية إلى قبول وقف إطلاق النار.
وشدد على أن هذه المفاوضات تم فرضها على إسرائيل، مشيرًا أن العديد من البنود التي رفضتها إسرائيل سابقًا تم إدراجها في الاتفاق الجديد.
وقال قاآني: “لقد أذلهم الفلسطينيون، والاتفاق الجديد هو نتيجة لتمسكهم بمطالبهم”.
وأكد أن “هذه المفاوضات تُعد من نتائج المفاوضات السابقة التي رفضها الكيان الصهيوني، ونحن نشهد اليوم ذروة إذلالهم”.
الاتفاق ووقف إطلاق النار
في سياق متصل، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة حيز التنفيذ اليوم الأحد، بعد تأخير لساعات نتيجة للرفض الإسرائيلي في البداية.
الاتفاق الذي تم بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة ينص على وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، بدءًا من يوم الأحد 19 يناير.
مراحل الاتفاق
ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تبدأ بمرحلة تبادل الأسرى، حيث من المتوقع أن يتم إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين.
كما يشتمل الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، أعلن المكتب السياسي لحركة حماس عن تأخير تسليم قائمة الدفعة الأولى من الأسرى بسبب “مشاكل فنية”.
فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن تنفيذ الاتفاق مرهون بتسليم قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين.
العقبات والتهديدات الإسرائيلية
وبالرغم من الاتفاق، فإن العقبات لم تنته بعد، حيث أشارت مصادر رفيعة أن إسرائيل استلمت قائمة الأسيرات المتوقع الإفراج عنهن، وهي النقطة التي كانت تشكل عقبة أساسية في تنفيذ الاتفاق.
وفي الوقت نفسه، أوضح مصدر إسرائيلي، أن وقف إطلاق النار لن يبدأ إلا بعد تسلم القائمة بشكل كامل من حركة حماس.
وتستمر الهدنة الأولية لمدة 42 يومًا، حيث من المتوقع أن يفرج مسلحو حركة حماس عن 33 رهينة إسرائيليًا في الأيام المقبلة.
وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مع إبعاد بعضهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
ويبقى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس خطوة هامة نحو تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، بالرغم من التحديات التي قد تطرأ أثناء تنفيذه.