بعد أقل من يومين على تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة من خلال تأييد 84 نائباً لبنانياً، انطلق قطار الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها كالعادة الرئيس المكلف في البرلمان اللبناني لتشكيل الحكومة.
الاستشارات النيابية اللبنانية
ويجري سلام الاستشارات النيابية غير الملزمة على مدى يومين في المجلس النيابي، حيث يلتقي اليوم الكتل النيابية، ويلتقي غدًا النواب المستقلين، والتي شهدت انقسامات وغياب للكتل الكبرى، ما يثير قلق لبناني واسع.
وغاب عن اللقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الممتعض، فيما بات مؤكدًا تغيّبه وكتلته النيابية (التنمية والتحرير) وكتلة حزب الله (الوفاء للمقاومة) عن الاستشارات.
وبدأ سلام الاستشارات بلقاء نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، الذي قال بعد اللقاء: إن “التواصل بين بري وسلام قائم، وأطمئن إلى أن الاتجاه صحيح لحل الأزمة”.
وتابع: “أن هناك ضرورة لتتضح بعض الأمور أكثر وسنعطي فرصة، والرئيس سلام منفتح على كل الفرقاء وعلى التواصل مع الجميع، وليس لديه نيّة بإقصاء أحد، لكن لديه مسؤولية للتغيير مع الحفاظ على التوازن”.
غياب الكتل الكبرى
وكان قاسم هاشم العضو في كتلة “التنمية والتحرير” النيابية، التي يرأسها بري، قد قال -في تصريح له اليوم-، إن كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” لن تشاركا في الاستشارات النيابية غير الملزمة، “دون أن يعني ذلك مقاطعة الحكومة والرئيس المكلف نواف سلام”.
وأكد، أن “موقف الكتلتين هو مبدئي سياسي لتسجيل اعتراض حول خلل ما تم التوافق عليه بشأن التكليف، إلا أن الكتلتين ستعملان مع الأفرقاء على إخراج لبنان من أزماته، والوقوف إلى جانب تطلعات اللبنانيين وآمالهم”، على حد قوله.
ولفت هاشم: “إننا لن نشارك في الاستشارات النيابية انطلاقاً من موقف سياسي نتخذه بناءً على كل التطورات والمجريات التي حصلت في الاستحقاقات السابقة، وهذه استشارات نيابية غير ملزمة “لا بتقدم ولا بتأخر”.
كما أوضح: “أن مقاطعة كتلتي الثنائي الشيعي للاستشارات النيابية غير المُلزمة، وعدم المشاركة فيها من دون أن يعني ذلك مقاطعة الحكومة والرئيس المكلف نواف سلام”.
وأكد سلام، “موقفنا مبدئي سياسي لتسجيل اعتراض حول خلل ما تم التوافق عليه بشأن التكليف، إلا أن الكتلتين ستعملان مع الأفرقاء على إخراج لبنان من أزماته والوقوف إلى جانب تطلعات وآمال اللبنانيين”.
ماذا دار في لقاء سلام مع الكتل الاستشارية؟
بينما كان لقاء سلام التالي مع كتلة تحالف التغيير. وقد صرح النائب مارك ضو بعد اللقاء مؤكداً أنهم طالبوا الرئيس المكلف بحكومة أصغر حجماً تتكون من وجوه جديدة تتمثل فيها المرأة وبعيدة عن المحاصصة الحزبية مع ضرورة لعب دور سياسي كبير ولا خلط للنيابة مع الوزارة ولا عودة إلى الثلاثية “جيش شعب مقاومة”، مع بعض الصلاحيات التشريعية.
أما النائب ميشال الدويهي فدعا الثنائي إلى التلاقي، وقال: “هذا البلد للجميع وعلينا المشاركة جميعًا في نهضته”.
بدوره قال النائب تيمور جنبلاط بعد لقاء كتلة “اللقاء الديمقراطي” مع الرئيس المكلف نواف سلام: إن “لدينا فرصة لبناء دولة المستقبل، وأشار أنه تم التركيز -خلال اللقاء- على “ضرورة التواصل مع الجميع وفتح حوار مع الجميع، فلا أحد يستطيع إلغاء الآخر”.
كذلك التقى نواف سلام كتلاً نيابية أخرى ومنها كتلة “التيار الوطني الحر” و”الاعتدال الوطني” واللقاء التشاوري المستقل.
وقال النائب جبران باسيل -بعد اللقاء مع سلام-: إنه “يجب أن نلتف حول رئيس الحكومة المكلف كما الرئيس جوزاف عون”، مضيفاً أن “هناك فرصة لتوازن جديد في البلد ولشراكة فعلية وإصلاح ما يجب إصلاحه وتسميته ليست هزيمة لأحد”.
رئيس تكتل “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان صرح بدوره بعد لقاء سلام, وقال: “لدينا حرص كبير على البدء بالجمهورية الثالثة، وطلبنا من نواف سلام أن تكون خطة الحكومة هي خطاب القسم، ونريد أن تطبق القرارات الدولية بحذافيرها وبسط سلطة الدولة على كل أراضيها”.
جدير بالذكر، أنه بعد تشكيل الحكومة يصدر رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة.
وكان نواف سلام قد قال أمس الثلاثاء، إنه ليس “من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة والشراكة الوطنية”. ودعا سلام إلى “العمل على بسط سلطة الدولة اللبنانيّة على كامل أراضيها، وعلى الحكومة وضع برنامج متكامل لبناء اقتصاد منتج وعلى تأمين فرص عمل للأجيال”.
وكان الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون قد كلف، الاثنين القاضي، نواف سلام، بتشكيل حكومة جديدة، بعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف بتشكيل حكومة، وبعد حصول سلام على 84 صوتاً من أصوات النواب البالغ عددهم 128 نائباً.