تدخل المفاوضات بين إسرائيل وحركة “حماس” مرحلة حاسمة.
وسط جهود متسارعة للوصول إلى اتفاق نهائي يضع حدًا للأعمال العدائية في قطاع غزة.
بينما يتصاعد الضغط الدولي والإقليمي، تشير التقارير أن المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة وصلت إلى مرحلة متقدمة.
ووصفتها الأطراف المعنية بأنها “إيجابية وبناءة”.
محادثات قطر.. نقطة فاصلة
نقلت صحيفة “والا” الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن فرق التفاوض في الدوحة تعمل على تسوية التفاصيل النهائية المتعلقة بالاتفاق.
وأضاف: “للمرة الأولى، تظهر حماس استعدادًا للدخول في مفاوضات حقيقية حول التفاصيل الدقيقة.
الرسائل تتدفق بسرعة بين الجانبين”.
وفقًا للمصدر، فإن أبرز الملفات التي تتم مناقشتها تشمل القوائم النهائية للأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم.
آلية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وجدول إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في القطاع والمنطقة العازلة.
إسرائيل تنتظر ردًا نهائيًا
تشير التقديرات الإسرائيلية، أن حماس قد تقدم ردها النهائي على صفقة الرهائن قريبًا.
وفي هذا السياق، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات مكثفة مع فريق التفاوض وكبار المسؤولين الأمنيين.
لبحث القضايا العالقة وتقييم تطورات الوضع على الأرض.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المحادثات، أن هناك “خطًا ساخنًا” بين القدس وفريق التفاوض في قطر.
حيث يتم تقديم تقارير محدثة عن الوضع بشكل مستمر وإجراء تقييمات مرتين يوميًا.
وتشير التسريبات، أن الصفقة تشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 42 يومًا.
وإطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية في الدفعة الأولى، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
كما يتضمن الاتفاق جدولًا زمنيًا لإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في المناطق الحدودية بغزة.
ورغم التكتم على تفاصيل المحادثات، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، بأن المفاوضات الجارية “مثمرة وإيجابية”، مشيرًا إلى التزام قطر ومصر والولايات المتحدة بإنجاح الاتفاق.
وتلعب قطر دورًا رئيسيًا في تسهيل المحادثات بين الطرفين، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ومصر.
وتُعتبر هذه الجهود جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
وتحظى المفاوضات بدعم واسع من المجتمع الدولي، الذي يرى في هذه الخطوة فرصة لإنهاء دوامة العنف التي تفاقمت في القطاع خلال الأشهر الأخيرة.
ورغم التفاؤل الحذر بشأن قرب التوصل إلى اتفاق، تواجه المحادثات عقبات عدة.
أبرزها تعقيدات القوائم النهائية للأسرى والرهائن، وضمانات تنفيذ البنود المتفق عليها.
كما أن الأوضاع الميدانية في غزة تضيف مزيدًا من الضغوط على الأطراف المعنية.
ما يضع المزيد من المسؤولية على فرق التفاوض للوصول إلى صيغة مرضية.
ومع استمرار الجهود المكثفة، تترقب الأوساط الدولية والإقليمية “ساعة الفصل”، التي ستحدد ما إذا كانت الأطراف ستتمكن من تجاوز العقبات والوصول إلى اتفاق شامل.
الإشارة إلى أن المحادثات وصلت إلى “أقرب نقطة” تعكس حجم التقدم الذي تحقق حتى الآن، لكنها في الوقت نفسه تؤكد حساسية المرحلة الحالية، حيث يمكن لأي تعقيد إضافي أن يعرقل مسار المفاوضات.
ورغم التفاؤل الذي أبداه الوسطاء الدوليون، يبقى النجاح النهائي للمفاوضات رهينًا بإرادة الأطراف واستعدادها لتقديم تنازلات تضمن نجاح الاتفاق، وسط دعوات متزايدة لضمان تنفيذ أي صفقة بطريقة شفافة وعادلة.
الساعات المقبلة قد تحمل إجابات حاسمة بشأن مصير هدنة غزة، في وقت بات فيه الجميع بانتظار الإعلان عن الاتفاق الذي طال انتظاره.